"لقد قلت فيك الكثير من السوء، وأغلب الظن أني قائل فيك المزيد منه؛ ولكنني أنا مطارد من فرنسا ومن جنيف، ومن مقاطعة برن، جئت ألتمس ملجأ وفي ولايتك … سيدي، لم أستحق منك فضلاً، ولا أطلب فضلاً، ولكنني أحسست بأن من واجبي أن أصرح لجلالتك بأنني في قبضتك، وأنني شئت أن أكون كذلك، ولجلالتك أن تتصرف معي كما تشاء".
وكتب فردريك إلى كيث في تاريخ غير مؤكد، وهو لم يفرغ بعد من حرب السنين السبع:
"يجب أن ننقذ هذا الشقي المسكين. فذنبه الوحيد أن له آراء غريبة يحسبها سديدة، سأرسل إليك مائة كروان، فتفضل بإعطائه منها ما يحتاج إليه. وأظنه سيقبلها عيناً بأسهل مما يقبلها نقداً، ولولا أننا نخوض حرباً، ولولا أننا أفلسنا، لبنيت له كوخاً بحديقة حيث يستطيع العيش كما عاش في ظني آباؤنا الأولون .... أظن أن روسو المسكين قد أختار المهنة الخطأ، فواضح أنه ولد ليكون ناسكاً مشهوراً، وأباً من آباء البرية يشتهر بنسكه وجلده لجسده. ختاماً أقول أن نقاء أخلاقيات صاحبك المتوحسن يعدل عدم منطقية عقله (١٥) ".
أما المريشال، الذي يقول روسو إنه قديس بخيل، عجوز، شارد الذهن، فقد أرسل إليه الزاد والفحم والخشب، وأقترح أن يبني له بيتاً صغيراً. وفسر جان-جاك هذا العرض بأنه آتٍ من فردريك، فرفضه، "ولكن منذ تلك اللحظة تعلقت به تعلقاً صادقاً حتى أصبحت أهتم الآن بمجده قدر ما كنت أرى انتصاراته إلى ذلك الحين ظالمة (١٦). وفي أول نوفمبر، والحرب قاب قوسين من نهايتها، كتب إلى فردريك يصف مهام السلم: