للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جولدوني في معظم تمثيلياته. ولعله-وهو العشيق (أو المرافق الخادم) لتيودورا ريتشي-أحس بوخز موجع حين هجا جولدوني مرافقي الزوجات هؤلاء. وقد كتب هو أيضاً "مذكرات" هي البيان المفصل للحروب التي خاضها. وقد حكم على جولدوني كما يرى مؤلفاً آخر فقال:

"تبينت في جولدوني وفرة من الدوافع الكوميدية، والصدق والطبيعية. ولكني اكتشفت فيه فقراً وحقارة في الحبكة، وهذه محاسن ومساوئ متنافرة، والمساوئ كثيراً ما تكون الغالبة، ثم هناك عبارات سوقية ذات توريات منحطة … ونتف وأقوال فيها تنطع، مسروقة لا أدري من أين أو مجلوبة لتخدع جمهوراً من الجهال، وأخيراً فهو بوصفه كاتباً للإيطالية (إلا أنه يكتب باللهجة البندقية التي دل على تمكنه منها) لم يبدُ غير جدير بأن يوضع في مصاف أغبى المؤلفين الذين استخدموا لغتنا وأحقرهم وأقلهم دقة وصواباً … وعلي أن أضيف في الوقت ذاته أنه لم يخرج قط تمثيلية دون أن يكون لها سمة كوميدية ممتازة. وقد بدا لعيني أن له دائماً مظهر رجل ولد بإحساس فطري بالطريقة التي يجب أن تؤلف بها الكوميديات الأصلية، ولكنه-لعيب في تعليمه، ولافتقار إلى التمييز، ولضرورة إرضاء الجمهور وتقديم بضاعة جديدة للكوميديين المساكين الذين يكسب قوتهم على حسابهم، وللعجلة التي كان ينتج بها هذا العدد الوفير من التمثيليات كل سنة ليقي نفسه من الغرق-أقول أنه لهذا كله لم يستطع قط أن يبتكر تمثيلية واحدة لا تزخر بالأغلاط (٧٤) ".

وفي ١٧٥٧ أصدر جوتسي ديوان شعر يعرب عن انتقادات مماثلة في "أسلوب كبار كتاب التسكانية القدامى". ورد جولودوني بشعر مثلث القافية (على طريقة دانتي) بما معناه أن جوتسي أشبه بالكلب الذي ينبح القمر ( Come il Cane Che Abbaja la luno)

ورد عليه جوتسي بالدفاع عن "الكوميديا ديللارتي" ضد انتقادات جولدوني القاسية، واتهم جولدوني بأن تمثيلياته تفوق كوميديا الأقنعة مائة مرة في فجورها ونبوها وعدوانها على مكارم الأخلاق، وصنف معجم من "العبارات الغامضة، والتوريات البذيئة وغيرها من القذارات"