كهزيع الرعد تسمع خلاله هتافات … (رحلة سعيدة)(عد إلينا ثانية)(لا يفتك أن تعود إلينا)(٧٦)". وغادر البندقية في ١٥ إبريل ١٧٦٢ ولم يرها بعد ذلك قط.
وفي باريس شغل عامين بتأليف كوميديات لمسرح الإيطاليين، وفي ١٧٦٣ رفعت إليه دعوى إغواء (٧٧)، ولكن بعد سنة كلف بتعليم الإيطالية لبنات لويس الخامس عشر. وقد كتب بالفرنسية، بمناسبة زفاف ماري أنطوانيت والأمير الذي أصبح فيما بعد لويس السادس عشر، مسرحية من أفضل مسرحياته، واسمها (الجلف الأخير) وكوفئ عليها بمعاش قدره ١٢٠٠ فرنك، ألغته الثورة حين بلغ الحادية والثمانين. وقد واسى فقره بإملاء مذكراته لزوجته (١٧٩٢) -وهي مذكرات غير دقيقة، خصبة الخيال، مثيرة، مسلية، وفي رأي جولدوني أنها (درامية على نحو أصدق من كوميدياته الإيطالية (٧٨))، ومات في ٦ فبراير ١٧٩٣. وفي ٧ فبراير، بناء على اقتراح قدمه الشاعر ماري-جوزف دشنييه، رد إليه المؤتمر الوطني معاشه. وإذ لم يجده المؤتمر في حال تسمح له بتسلمه، فقد أعطاه لأرملته بعد أن خفضه.
كان انتصار جوتسي في البندقية قصير الأجل. فقبل أن يموت (١٨٠٦) بسنين طويل اختفت (خرافاته) من خشبة المسرح، وبعثت كوميديات جولداني في مسارح إيطاليا. وما زالت تمثل عليها في كثرة تكاد كوميديات موليير في فرنسا. ويقوم تمثاله في الكامبوسان بارتولوميو بالبندقية، وفي اللارجو جولدوني (بفلورنسة). ذلك لأن الإنسانية كما كتب في مذكراته واحدة في كل مكان، والحسد يعلن عن نفسه في كل مكان، وفي كل مكان يكسب الرجل الهادئ الطبع في النهاية محبة الشعب وييلي خصومه (٧٩) ".