العدوانية، حتى مع تكريسهم شوفينيه مشبوبة في مسائل العرق والدين. وقد أعاق الانتخاب الجنسي الشجاعة لأن النساء الأسبانيات وهن يطلبن الحماية كن يمنحن أرق ابتساماتهن للرجال الذين يواجهون الثيران في الحلبة أو الشوارع، أو الذين يبادرون برفض الإهانة والثأر لأنفسهم، أو الذين يعودون من الحرب مكللين بغار الانتصار.
ولانت الفضائل الجنسية يتفق الأفكار والعادات الفرنسية، وكانت الصبايا يحرسن حراسة مشددة، وكان رضا الوالدين (بعد ١٧٦٦) شرطاً قانونياً للزواج، ولكن النساء في المدن الكبيرة كن بعد الزواج ينغمسن في الغزل والمعابثة وأصبح "الفرس التابع" ملحقاً ضرورياً للسيدة العصرية، وازداد الفجور (٧٣). وابتدعت جماعة صغيرة تدعى "الماخو" و"الماخا" مظهراً فذاً من مظاهر الحياة الأسبانية. وكان الماخو رجالاً من الطبقة الدنيا يلبسون كالغنادير، ويرتدون العباءات الطويلة، ويطيلون شعورهم، ويغطون رؤوسهم بقبعات عريضة الحافة، ويدخنون السيجار الكبير، وكانوا على استعداد دائم للعراك، يعيشون عيشة بوهيمية على نفقة خليلاتهم-الماخا-كلما أمكن ذلك. ولم يعبئوا بالقانون في اتصالاتهم الجنسية؛ وكان للماخا في كثير من الحالات زوج يعولها بينما تعول هي خليلها الماخو، ويعرف نصف العالم الماخا، كاسية أو عارية من فرشاة جويا.
أما الفضيلة الاجتماعية فكانت عالية المستوى نسبياً. لقد وجد الفساد السياسي والتجاري، ولكن ليس على النطاق الواسع المعروف آنئذ في فرنسا أو إنجلترا، ذكر رحالة فرنسي أن "الأمانة الأسبانية مضرب الأمثال وتتجلى واضحة في العلاقات التجارية"(٧٤). فكانت كلمة السيد الأسباني مستنداً أدبياً ساري المفعول من لشبونة إلى سانت بطرسبرج. وكثيراً ما كانت الصداقة في أسبانيا أبقى من الحب. أما البر بالفقراء فموفور. ففي مدريد وحدها كانت المؤسسات الدينية توزع كل يوم ثلاثين ألفاً من قصاع الحساء المغذي على الفقراء (٧٥). وأسس الكثير من المستشفيات والملاجئ الجديدة،