للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البنفراتيللي. وعين هناك مساعداً لصيدلي الدير، فتعلم كم قواريره ومحابيره وكتبه من الكيمياء والخيمياء ما يكفي لإعداد نفسه لاحتراف الشعوذة الطبية … ولما كلف بأن يقرأ حياة القديسين على الرهبان وهم يتناولون طعامهم، استبدل بأسماء القديسين أسماء أشهر مومسات بلرمو. وجلد عقاباً له، فهرب من الدير وانظم إلى عالم المجرمين السفلي، ودرس فن الأكل دون بذل العرق. واشتغل قواداً ومزوراً ومزيفاً للنقود، وقارئاً للبخت، وساحراً، ولصاً وأفلح في إخفاء آثاره بمهارة عجزت معها الشرطة عن إدانته إلا بالوقاحة.

فلما رأى نفسه مشبوهاً على نحو يضايقه، انتقل إلى مسينا، وعبر إلى ريدجو كالأبرياء، وجرب الفرص التي تتيحها نابلي وروما. وتكسب فترة بإدخال لمسات على نسخ الصور وبيعها على أنها من صنعه. ثم تزوج لورنتسا فيلكياني، وأثرى ببيع جسدها. وأنتحل اسم المركيز دي بللجريني، وأخذ نبيلته المكسبة إلى البندقية ومرسليا وباريس ولندن. ثم دبر أن تمسك زوجته بين ذراعي كويكري ثري؛ وعاشا على المال الذي ابتزاه نتيجة للخطة شهوراً. ثم غير اسمه إلى الكونت دي كاليوسترو، وتنكر بشوارب ولبس حلة كولونيل بروسي، وسمى زوجته من جديد بالكونتيسة سيرافينا. ثم عاد إلى بلرمو، وقبض عليه بتهمة التزوير، ولكن أفرج عنه تحت إلحاح منذر بالشر من أصحابه الذين روعوا القضاء.

وإذ بليت مفاتن سيرافينا لكثرة تداولها، فقد أخذ يطبق ما تعلم من كيمياء فجهز وباع العقاقير التي تضمن إزالتها التجاعيد وتأجيجها لنار العشق. ولما عاد إلى إنجلترا أتهم بسرقة قلادة من الماس وقضى فترة في السجن ثم انضم إلى جماعة الماسون وانتقل إلى باريس، وادعى أنه الرئيس الأكبر للماسون المصريين. وأكد لعشرات السذج أنه عثر على الأسرار القديمة لإعادة الشباب، الذي يمكن تحقيقه بعلاج يمتد أربعين يوماً تستعمل فيه المسهلات والمعرقات وغذاء من الجذور، والحجامة، والتيوصوفية (٣٤). وكان كلما أفتضح أمره في مدينة مضى إلى غيرها؛ وأتصل بأسرها الفنية