لوجاتي، وخير البر عاجله، وتستفسر منه عن أفضل الشروط التي تُعطى لمغنية أوبرا أولى في فيرونا … أما عن غناء ألويسيا فأني أراهن بحياتي أنها ستجلب لي الشهرة .. فإذا نجحت خطتنا-فإننا-الهرفيبر، وأبنتا وأنا-سنشرف بزيارة أختنا العزيزة أسبوعين في طريقنا مروراً بسالزبورج … وسيسرني أن أكتب أوبرا لفيرونا لقاء خمسين تسكيني (٦٥٠ دولاراً) ولو تتاح لها فرصة الشهرة … وسوف تكون الأبنة الكبرى نافعة جداً لنا، لأنها تستطيع أن تدير شؤون بيتنا، فهي خبيرة بالطهو، وبالمناسبة، لا تدهش كثيراً إذا عرفت أنه لم يبقَ معي سوى اثني وأربعين جولديناً من السبعة والسبعين، وليس هذا إلا نتيجة ابتهاجي لوجودي مرة أخرى في صحبة قوم شرفاء على شاكلتي في لتفكير …
"وافني برد سريع. ولا تنس مبلغ شوقي لكتابة الأوبرات. وأنا أحسد أي إنسان يؤلف أوبرا. وأكاد أبكي غيظاً حين أسمع … لحناً (آرباً). ولكن أوبرا إيطالية لا ألمانية، وجادة لا هازلة .. والآن قد كتبت كل ما يثقل صدري. وأمي راضية تمام الرضى عن أفكاري … وفكرة مساعدة أسرة فقيرة دون الإضرار بي تبهج نفسي في الصميم. إنني أقبل يديك ألف مرة، وما زلت حتى الموت ولدك المطيع جداً (٢٣) ".
ورد ليوبولد في ١١ فبراير:
"يا ولدي العزيز: لقد قرأت خطابك المؤرخ ٤ الجاري بدهشة ورعب .. لقد جفاني النوم الليل كله … يا إلهي الرحيم! … لقد ولت تلك اللحظات السعيدة حين كنت وأنت طفل أو غلام لا تمضي إلى فراشك دون أن تقف على كرسي وترتل لي … وتقبلني المرة بعد المرة على طرف أنفي وتقول لي إنني حين أشيخ ستضعني في صندوق زجاجي وتحميني من كل نسمة هواء، حتى تحتفظ بي دائماً وتكرمني. أصغِ إليّ إذن وتذرع بالصبر! … "
ومضى يقول إنه كان يأمل أن يؤجل فولفجانج زواجه حتى يؤمن