وكانوا عادة يتركون رؤوسهم عارية؛ فإذا غطى الرجال رؤوسهم اتخذوا لهم في الشتاء قلانس من المخمل أو الفراء ذوات حافات منثنية إلى أعلى، وفي الصيف قلانس مخروطية الشكل مصنوعة من خيوط الخيزران تعلو الواحدة منها إذا كان صاحبها ذا شأن كرة ملونة وشريط حريري.
أما النساء فكن يضعن على رءوسهن، إذا مكنتهن من ذلك مواردهن، أشرطة من نسيج الحرير أو القطن مزينة بالبهرجان والحلي أو الأزهار الصناعية، وكانت الأحذية تتخذ عادة من الأقمشة المدفئة، ولما كانت أرض المنازل تصنع في كثير من الأحيان من القرميد البارد أو الطين فإن الصيني كان يحمل معه أينما سار طنفسة صغيرة يضعها تحت قدميه. وقد نبتت في بلاط الإمبراطور لي هو- جو (حوالي ٩٧٠ ب. م) عادة ربط أقدام البنات وهن في سن السابعة بأربطة ضيقة لكي تبقى صغيرة فتمشي السيدة الكبيرة تخطو خطواً يعجب به الرجال. وكان يعد من سوء الأدب أن يتحدث الناس عن قدم السيدة كما كان يعد من الإهانة الفاضحة أن ينظر الرجل إلى هذه القدم؛ بل إن الكلمة الصينية التي معناها القدم كان يحرم ذكرها في حضرة السيدات (٢٥).
وانتشرت هذه العادة بين جميع الطبقات والجماعات عدا المنشو والتتار وأصبحت من العادات الثابتة الجامدة، حتى لقد كان الكذب في حجم قدم العروس كافياً لإلغاء عقد الزواج (٢٦). وحاول كانج شي أن يبطل هذه العادة ولكنه أخفق وظلت حتى أبطلتها الثورة فكان إبطالها أثراً من آثارها الصالحة.
وكانت ملابس الرجال هي السراويل والجلابيب، ويكاد لونها أن يكون على الدوام هو اللون الأزرق. وفي الشتاء كان السروال يغطى بالطماق ويضاعف عدد القمصان حتى يبلغ الثلاثة عشر في بعض الأحيان، وكانت كلها تبقى على الجسم ليلاً ونهاراً طوال فصل الشتاء، فإذا أقبل الربيع خلعت تدريجاً واحدة بعد واحدة (٢٧). وكان المئزر مختلف الطول فكان يصل حيناً إلى الحقوين وحيناً إلى