في عجلة قاصداً بيترهوف، وأيقظ كاترين، وأقنعها بأن تعود معه راكبة إلى سانت بطرسبرج. وفي طريقهما توقفاً عند ثكنات فوج اسماعيلوفسكي، واستدعى الجند على قرع الطبول، وناشدتهم كاترين أن ينقذوها من تهديدات الإمبراطور، فأقسموا على حمايتها، "اندفعوا ليقبلوا بدمي وقدمي، وهدب ثوبي، وهم يدعونني مخلصتهم"(في رواية كاترين ليونيا فوفسكي (٧٨)) -لأنهم علموا أنها لن ترسلهم إلى الدنمرك. ومضت إلى كتدرائية كازن في حراسة فوجين والأخوين أورلوف، وهناك نودي بها حكماً مطلقاً لروسيا. ولحقت بها فرقه بريويرازنسكي هناك، وتوسل رجالها إليها "أن-تغفر لنا أننا آخر من جاء"(٧٩) ثم انضم إلى صفوفهم حرس الخيالة، وصحبها أربعة عشر ألف جندي إلى القصر الشتوي؛ وهناك أعلن مجمع الكنيسة، ومجلس الشيوخ رسمياً خلع بطرس وتولية كاترين. واحتج بعض ذوي المقامات الرفيعة، ولكن الجيش أرهبهم، فأقسموا يمين الولاء للإمبراطورة.
وارتدت زي نقيب في حرس الخيالة، وركبت على رأس جندها إلى بيترهوف. وكان بطرس قد ذهب إلى هناك صبيحة ذلك اليوم ليراها، فلما علم بالثورة فر إلى كرونستات. وعرض عليه مونيش أن يصحبه إلى بومرانيا ويجند جيشاً ليرده إلى العرش، ولكن بطرس عاد إلى أورانينباوم وهو عاجز عن اتخاذ القرار. فلما اقتربت قوات كاترين أنفق يوماً في التماس حل وسط، ثم وقع على اعتزاله العرش في ٢٩ يونيو (حسب التقويم القديم)؛ قال فردريك:"لقد سمح بأن يطاح به كما يسمح طفل بأن يرسل إلى فراشه"(٨٠). وسجن في روبشا، على خمسة عشر ميلاً من سانت بطرسبرج. والتمس من كاترين أن تسمح له بالاحتفاظ بخادمه الزنجي، وكلبه الصغير، وكمانه، وخليلته. فأجيبت طلباته كلها إلا آخرها. ونفيت اليزافيتا فوونتسوفا إلى موسكو: ثم اختفت من صحائف التاريخ إلى الأبد.