"الروح الحر"، قابلت بين تيوفان القسيس الشاب اللطيف، وآدراست الحر التفكير الخشن الصخاب الذي تغلب عليه إلى حد ما صفات الأوغاد. هنا انتصرت المسيحية في الجدل. ولكن في هذه الفترة أو حولها كتب ليسنج لأبيه يقول "ليس الإيمان المسيحي بالشيء الذي ينبغي للمرء أن يتقبله من أبويه بتسليم"(٦٣) وألف الآن تمثيلية أخرى (اليهود) ناقشت التزاوج بين المسيحيين واليهود. فهنا عبراني غني شريف لا اسم له إلا "المسافر". ينقذ حياة نبيل مسيحي وابنته، فيعرض النبيل عليه الزواج من ابنته مكافأة له، ولكنه يعدل عن عرضه حين يميط اليهودي اللثام عن حقيقة جنسه؛ ويوافق اليهودي على أن الزواج لو تم لكان غير سعيد. ولم يتعرف ليسنج إلى موسى مندلسون الذي رأى فيه تجسيداً للفضائل التي كان قد خلعها على "المسافر" إلا بعد خمس سنين (١٧٥٤) وذلك أثناء مباراة للشطرنج.
وفي بواكير عام ١٧٥١ كلف فولتير أو سكرتيرة ليسنج بأن يترجم إلى الألمانية مادة أراد الفيلسوف المتغرب أن يستعملها في دعوى رفعها على أبراهام هيرش، وسمحالسكرتير لليسنج أن يستعير جزءاً من مخطوط كتاب فولتير "قرن لويس الرابع عشر". وفي تاريخ لاحق من تلك السنة ذهب ليسنج إلى فتنبرج وأخذ المخطوط معه. وخشي فولتير أن تستعمل هذه النسخة غير المصححة في إصدار طبعة مسروقة، فأرسل إلى ليسنج طلباً عاجلاً بأسلوب مهذب ليرد الأوراق. واستجاب ليسنج، ولكنه أنكر النغمة المتعجلة، وربما كان هذا سباً في تشويه خصومته التالية لأعمال فولتير وخلقه.
ونال ليسنج درجة الأستاذية من جامعة فتنبرج عام ١٧٥٢. فلما عاد إلى برلين شارك في دويات شتى بمقالات اتسمت بكثير من التفكير الإيجابي والأسلوب اللاذع، فما حل عام ١٧٥٣ حتى كان قد اكتسب قراء بلغوا من الكثرة حداً يلتمس له معه العذر في أن ينشر وهو في الرابعة والعشرين طبعة جمعت كل أعماله في ستة مجلدات. وقد اشتملت على تمثيلية جديدة اسمها "الآنسة سارة سمامبسن" كانت من معالم تاريخ المسرح الألماني. وكان