والوفاء للصديق والعدو! وتحدي الملوك، والروح الجريئة، وإن كلفتنا المال والدم أيها الأخوة، التيجان لأشرف مستحقيها والموت لكل سلالة الكذابين!
الكورس: اقفل الدائرة المقدسة وأقسم بالخمرة الذهبية! أقسم بالوفاء بهذه العهود المقدسة أقسم برب الفلك.
وظل كورنر يعون شيلر عامين أملاً في أن يصوغ الشاعر في شكل لائق تلك المسرحية التي قصد بها تصوير الصراع بين فليب الثاني وابنه كارلوس. ولكن شيلر طال توانيه وتسويفه للتمثيلية حتى فقد المزاج التي بدأها به، ولعل ازدياد إطلاعه على التاريخ غير نظرته إلى فليب؛ ومهما يكن الأمر، فقد غير الحبكة حتى افتقدت الوحدة والتسلسل. "وفي غضون هذا (فبراير ١٧٨٧) وقع في غرام هنرييتا فون أرنيم، واستهلكت الخطابات الغرامية مداد قلمه، بينما كانت هي تتصيد خطيباً أغنى منه. وأقنع كورنر شيلر بأن يعتكف في إحدى الضواحي حتى يفرغ من مسرحيته. وأخيراً تمت (يونيو ١٧٨٧)، وعرض مسرح همبورج أن يخرجها. وانتعشت معنوية شيلر وكبرياؤه، فلعله الآن يرى جديراً بالانضمام إلى كوكبة الأدباء المتألقة حول الدوق كارل أوجست، أما كورنر الذي تنفس الصعداء فقد وافقه على أنه ليس للشاعر مستقبل في درسدن. ثم إن شارلوته فون كالب كانت في فايمار، بغير زوج، تغريه بالمجيء. وعليه، ففي ٢٠ يوليو، وبعد الكثير من عبارات الوداع، ركب شيلر منطلقاً من درسدن إلى حياة جديدة. فوصل فايمار في الغد، وهكذا اكتمل عقد الزمرة العظمى.