ما قاله طبيبها في تمجيدها. فقد كانت شيئاً جديداً في بستان وروده النسائية: كانت ارستقراطية، كأنما ركب السلوك المهذب في فطرتها، ورآها جوته كأنهما من النفائس المذخورة في قدس النبالة. وكان من ثمرات علاقتهما أنها نقلت إليه آداب طبقتها، وعلمته ضبط النفس، والطبيعة، والاعتدال، والمجاملة. وكانت شاكرة حبه إياها لأنه رد إليها اهتمامها بالحياة، ولكنها قبلت هذا الحب كما تقبل امرأة كريمة المربى إعجاب فتى يصغرها بسبع سنين-باعتباره آلام النمو لروح متشوف يبحث عن التجربة وتحقيق الذات.
ولم يكن حباً من أول نظرة، فبعد أن انضم إلى زمرة فايمار بستة أسابيع كان لا يزال يقرض الشعر عن "الجميلة للي" شونمان (٣٣). ولكن في ٢٩ ديسمبر ١٧٧٥، لاحظ الدكتور تسمرمان تنبه جوته إلى "فضائل ومفاتن جديدة في شارلوته". وما حل ١٥ يناير حتى كان يحاول مقاومة افتتانه الوليد بها، فقال لها "إنني مسرور لأنني أبعد عنك وأفطم نفسي منك"، ولكن لم يواف ٢٨ يناير حتى كان قد ألقى السلاح، وكتب إليها يقول "يا ملاكي الحبيب، لن آتي إلى البلاط. إن بي من شعور السعادة ما لا أطيق معه كثرة الخلق … فاسمحي لي أن أحبك كما أفعل". ثم كتب في ٢٣ فبراير "يجب أن أخبرك أيتها المختارة بين النساء أنك ألقيت في قلبي حباً يملؤني بهجة"(٣٤).
وردت برسائل كثيرة، ولكن لم يبق منها غير واحدة من هذه الحقبة:"لقد عزلت نفسي بعيداً عن العالم، ولكنه الآن يعود إلى عزيزاً، وعزيزاً بسببك. إن قلبي يبكتني وأنا أشعر أنني أعذب نفسي وأعذبك. فقبل ستة أشهر كنت على أتم استعداد للموت، وأنا لم أعد الآن مستعدة للقائه"(٣٥). وملكته النشوة. فقال لفيلاند "ليس من تفسير لما تفعله هذه المرأة بي … إلا إذا قبلت نظرية التقمص. أجل، لقد كنا يوماً ما رجل وزوجته! (٣٦) واتخذ لنفسه امتياز الأزواج في الشجار والمصالحة. كتب شارلوته إلى تسمرمان في مايو ١٧٧٦ تقول: "لقد تركني ثائراً قبل أسبوع، ثم عاد بحب طاغ … فماذا هو صانع بي في النهاية؟ (٣٧) ويبدو أنها أصرت على أنيظل حبهما أفلاطونياً، أما هو فكان به من حرارة العشق مالا يجعله