أواه، منذا يوشوش في أذني؟ متى أشهد في النافذة ذلك القد الجميل الذي يحيي وإن أحرق؟ لا تندمي يا حبيتي على أنك استسلمت هكذا سريعاً! ثقي بي، أراك غير جريئة؛ إنما أشعر بالإجلال .. إن الإسكندر وقيصر وهنري وفردريك، هؤلاء الجبابرة، يودون أن يخلعوا على نصف المجد الذي ظفروا به لو أنني وهبتهم ليلة واحدة على الأريكة التي أرقد عليها؛ ولكنهم وما أسفاه يقعدهم ليل أوركوس في قسوة. فاغتبط إذن، أيها الحي، ناعماً في بيتك المنور بالحب قبل أن تبلل موجة "ليذي" الحزينة قدمك الهاربة" (٧٧)
وربما كانت تلك الأرملة الجميلة ذكرى من أيام روما، وكلن دفء هذه الأبيات مبعثه كرستيانة. على أية حال ألم يكن يدرس الفن؟
على أنه مما يعينني على الدرس أيضاً أن أرسم بيد حساسة تلافيف صدرها الجميلة وأدع الأنامل الحكيمة تنزلق هابطة على الفخذ الناعم، لأنني هكذا أتمكن من صنعة النحات القديم، وأتأمل، وأقارن، وأتعلم أن آتي وأبصر بعين شاعرة، وأشهر بيد مبصرة (٧٨).
ولم يرق نبيلات فايمار هذا العرض المرخص لمفاتنهن، وحزنت شارلوته الوقور على انحدار بطلها "جالاهاد" لا بل أن كارل أوجست ذاته انزعج قليلاً، ولكن سرعان ما هدأت نفسه. وعندما كانت الدوقة الأرملة عائدة من إيطاليا أرسل الدوق جوته إلى البندقية ليصحبها إلى أرض الوطن. وطال مقامه هناك (مارس إلى يونيو ١٧٩٠) طولاً ضايقه، وتاق إلى كرستيانة، وصب جام غيظه من الباعة الإيطاليين ووسائل النظافة الإيطالية في "الابجرامات الفينيسية"-وهي، أقل أعماله إغراء بالقراءة.
فلما عاد من البندقية وجد أن الثورة الفرنسية تبعث النشوة في شباب ألمانيا، والخوف في حكامها. وكان الكثيرون من أصحابه، وفيهم فيلاند