من الناس العرق من أجله كأنهم دواب الحمل. إنه يبعثر هناك راتباً قدره ١. ٨٠٠ طالر، وهنا عليهم أن يضاعفوا كدهم ليحصلوا على نصف هذا المال" (٨٣). وفي ١٢ أغسطس ١٧٨٧ كتب بروح أكثر تعاطفاً.
"يتكلم الكثيرون هنا عن جوته في شيء من الحب، بل إنهم أكثر حباً له وإعجاباً به إنساناً أكثر منه مؤلفاً. ويقول هردر أنه أوتي حكماً شديد الوضوح وعمقاً كبيراً في الوجدان، وعواطف نقية جداً. وجوته في رأي هردر مبرأ من كل روح للدس والوقعية، وهو لم يؤذ أحداً قط … وهو في معاملاته السياسية يتصرف بصراحة وجرأة … ويقول هردر أن جوته أحق بالإعجاب كرجل دنيا منه شاعراً … وأن له عقلاً يتسع لأي شيء" (٨٤).
وكان الدوق غائباً حين حضر شيلر، ولكن أنا أمالياً وشارلوته فون شتين استقبلتاه استقبالاً حاراً. وأخبره فيلاند أنه "ينقصه الصقل والوضوح والذوق" (٨٥)، وتطوع بأن يصقله، وسرعان ما أخذ الشاعر المتحمس يكتب المقالات لمجلة فيلاند "الرائد الألماني". وقد وجد ترفيهاً أحر مع شارلوت فون كالب، التي كان لها كشارلوته الأخرى زوج واسع الأفق "إن الناس أخذوا يهمسون في صوت عال بعض الشيء حول علاقتي بشارلوته … وقد كتب لي الهر فون كالب. وسيحضر في آخر سبتمبر، وسيؤثر وصوله كثيراً في ترتيباتي. وصداقته لي لم يطرأ عليها تغيير، وهو أمر مدهش، لأنه يحب زوجته، ويعلم بصلتي الحميمة بها … ولكنه لا يمكن أن يشك لحظة واحدة في وفائها … وما زال كما كان، الرجل الأمين الطيب القلب" (٨٦).
وفي ٢٧ أغسطس ١٧٨٧ عرضت "دون كارلوس" أول مرة في همبورج. وكان بشيلر من الولع بفايمار ما من منعة من الذهاب لحضور العرض. وقد استقبلت تمثيليته هذه وهي أولى تمثيلياته الشعرية، بالمديح والذم كليهما لأنها استسلام لأسلوب المأساة الفرنسية، ولكن يعوزها الوحدة المسرحية التي تتطلبها قواعد أرسطو. وقد استهلت بالصراع بين فليب الثاني وابنه على حب اليزابث أميرة فالوا، ثم انتقل مركز الاهتمام في منتصف التمثيلية