والنبالة. وكان يجيد قراءة الفرنسية، ولكنه لم يتكلمها قط من قبل. وقد عبرت في شيء من التحمس عن تفوق نظامنا الدرامي على ما عداه من الأنظمة قاطبة، فلم يرفض منازلتي دون أن يشعر بأي ضيق لما يجد من مشقة وبطء في التعبير عن نفسه بالفرنسية … وسرعان ما اكتشفت الكثير جداً من الأفكار خلال عقبة ألفاظه، وراعتني جداً بساطة خلقه … فقد وجدته شديد التواضع، … شديد الحيوية، حتى لقد أخذت على نفسي العهد منذ تلك اللحظة بصداقة له ملؤها الإعجاب" (١٤٠).
وقد أعد شيلر جوته للتعرف إليها! "إنها تمثل الثقافة الفكرية لفرنسا في نقائها … ولا يعيها غير تدفقها المفرط. ولا بد للمرء أن يحول نفسه إلى جهاز سمع مركز واحد لكي يتابعها" (١٤١). وأتى بها إلى جوته في ٢٤ ديسمبر. وكتب جوته يقول: "ساعة لذيذة جداً. لم أجد فرصة للنطق بكلمة. أنها تجيد الحديث، ولكن بإسراف شديد. " وكانت روايتها عن اللقاء مطابقة لروايته مع تغيير طفيف، فقد قالت أن جوته أكثر من الكلام حتى لم تجد فرصة للنطق بمقطع واحد (١٤٢). وقد كان كتابها بمثابة كشف أماط لفرنسا اللثام عن ألمانيا "موطن الفكر". كتبت تقول "لا يعقل ألا يكون الكتاب الألمان، وهم أكثر الرجال في أوربا إطلاعاً وتفكيراً، جديرين بلحظة انتباه تبذل لأدبهم وفلسفتهم" (١٤٣).
واعتزم شيلر أن يسترد جمهوره الذي رفض "عروس مسينا"، فاختار بناء على اقتراح جوته موضوعاً لدرامته التالية قصة وليم تل الشعبية. وسرعان ما عكف على الموضوع في لهفة وانفعال. قال جوته في ١٨٢٠ مستحضراً تلك الفترة، "بعد أن جمع كل المادة الضرورية قعد للعمل … ولم يبرح مقعده حتى فرغ من المسرحية. فإذا غلبه التعب أسند رأسه على ذراعه وأغفى هنيهة … وبمجرد أن يستيقظ كان يطلب … قهوة سوداء قوية ليظل يقظاً. وهكذا فرغ من المسرحية بعد ستة أسابيع (١٤٤).
وقبل شيلر أسطورة شائعة-على أنها تاريخ-عن وليم تل قائد ثورة