ربما مزج الخيال بالواقع. أما غرامه بشارلوته بوف فقد مسه مساً خفيفاً رقيقاً، ولكنه كان أكثر إفاضة في قص غرامه بفردريكه بريون، وكانت المرأتان لا تزالان على قيد الحياة. ثم حلل في براعة وأريحية الكثير من أصدقاء شبابه-لنتس، وبازدوف، ومرك، وهردر، وياكوبي، ولافاتر. أما عن نفسه فقد تكلم في تواضع، وقد شكا في ملاحظاته الخاصة من أن كاتب السيرة الذاتية يتوقع منه الناس أن يعترف بنقائصه ولا يعلن عن فضائله (٢٦). والكتاب تاريخ فكر أكثر منه تاريخ حياة، والأحداث فيه قليلة والتأملات وفيرة. إنه أعظم كتبه النثرية".
وفي ١٨١١ تلقى من بيتهوفن خطاب إعجاب مع "مقدمو موسيقية لأجمونت". والتقى الشاعر والمؤلف الموسيقي في تبلتز في يوليو ١٨١٢، وعزف بيتهوفن لجوته وكان يتمشى معه. وإذا صدقنا الروائي أوجست فرانكل، "كان الناس في المتنزه-أينما ذهبا-يفسحون لهما الطريق باحترام ويحيونهما. وقال جوته وقد غاظته هذه المقاطعات المستمرة:"يا لها من مضايقة! لا أستطيع أبداً تجنب هذا الأمر. "وأجاب بيتهوفن بابتسامة "لا يضايقك هذا يا صاحب السعادة، فلعلي أنا المقصود بالاحترام. " وكتب جوته إلى تسلتر (٢ سبتمبر ١٨١٢): "لقد أذهلتني موهبة بيتهوفن، ولكن شخصيته للأسف لا يمكن السيطرة عليها إطلاقاً. إنه ليس مخطئاً … في اعتباره العالم بغيضاً، ولكن هذا الموقف لا يجعل هذا العالم أكثر إمتاعاً لا له ولا لغيره. وكثير من هذا الموقف يلتمس له العذر فيه بسبب مؤسف هو أنه يفقد قدرته على السمع. "(٢٧) أما تعليق بيتهوفن على جوته فكان "ما أشد صبر الرجل العظيم على! وما أعظم الخير الذي أسداه إلى! ولكن "جو البلاط يلائمه أكثر مما ينبغي. " (٢٨).
لقد كانت مظاهر البلاط وسلوكه جزءاً من حياة جوته الرسمية، لأنه كان لا يزال يمارس نشاطه في الإدارة. أما حياته البيتية فقد فقدت سحرها. فأوجست ابنه، الذي بلغ الثانية والعشرين في ١٨١٢، كان ضعيف المواهب لا أمل في إنقاذه، وكرستيانة باتت بدينة مدمنة للشراب، وكان لها بعض العذر، لأن مغازلته للنساء لم تتوقف. فخلال زياراته لفرانكفورت، كثيرا