أن يصادر الكتاب باعتباره ضاراً بالأخلاق مستهزئاً بالقساوسة؛ وقرئ على الملك أول قسم في الملحمة كطلبه، فحكم بأنها "عمل بريء مسل"، غير أن المجلس الملكي أحاط هولبرج بأنه كان خيراً لو أن القصيدة لم تكتب قط (٢٦).
وعلى ذلك انصرف إلى المسرح. ففي ١٧٢٠ افتتح ممثل فرنسي اسمه إتيين كابيون في كوبنهاجن أول مسرح دنمركي. فلما افتقد المسرحيات الدنمركية الجديرة بالإخلاتج استورد الدرامات من فرنسا وألمانيا. غير أنه استشف من "بيدربارس" أن هولبرج يملك المواد والموهبة اللازمة للكوميديا، فلجأ إليه ليمد المسرح الجديد بتمثيليات باللغة العامية، ولم ينقض عام حتى كان هولبرج قد ألف خمس تمثيليات، وفي ثمانية أعوام ألف عشرين، كلها غني في صور الأعراف والعادات المحلية غني حمل خلفه العظيم آدم أو هلنشليجر على أن يقول فيه "إنه عرف كيف يصور الحياة البورجوازية لمدينته كوبنهاجن بأمانة عظيمة بحيث لو انشقت الأرض وابتلعت هذه المدينة، وبعد مائتي عام أميط اللثام عن كوميديات هولبرج، لاستطاع المرء أن يعيد بناء العصر منها، على نحو ما نعرف أيام روما القديمة من أطلال بوميي وهركيولانيوم (٢٧).
ونقل هولبرج القوالب والأفكار عن بلوتوس وترنس وموليير والكوميديا ديللارتي التي شهدها في إيطاليا. وبعض كوميدياته تمثلياته من فصل واحد ذات موضوعات تافهة فقدت قوة دفعها، مثل "رحلة سجاناريل إلى أرض الفلاسفة" (٢٨). وبعضها ما زال يحتفظ بقوته، مثل "يبي رجل التل" التي نعرف منها أن الفلاحين حين يظفرون بالسلطة يكونون أشد بغساً من سادتهم. وبعضها تمثيليات مكتمة الدول مثل "رازموس مونتاثوس"، وهي هجائية مرحة تسخر بتنطع العلماء، وبغطرسة اللاهوتيين وبجهل العوام، مع مسحه خبيثة من صراحة الريفيين وصدقهم، مثل قول لسبيد لأبيها بعد أن سمعت بأن خطيبها عائد من الجامعة "إذن فقد صدق حلمي .. لقد حلمت أنني نمت معه البارحة" (٢٩) على أن مسرح كوبنهاجن