للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بألواح معدنية أول سفينة حديدية عرفها التاريخ (١٧٨٧). وأقبل رجال الأعمال من الخارج ليشاهدوا ويدرسوا المصانع الكبرى التي أقامها ولكنسن، أو رتشارد كرونشي أو انتوني بيكن. وأصبحت برمنجهام القريبة من طبقات هائلة من الفحم والحديد أهم مراكز لصناعة الحديد في إنجلترا. ومن هذه الورش تدفق إلى ورش إنجلترا ومصانعها الجديد من العدد والآلات الأكثر قوة والأحق بالاطمئنان إليها.

وكان الفحم والحديد ثقيلين إلى النقل إلا بالماء. وأتاح الساحل الغني بالفجوات العميقة للنقل البحري الوصول إلى الكثير من مدن بريطانيا الكبرى. وكان لا بد من إحداث ثورة في وسائل النقل لجلب المواد والمحاصيل إلى المدن البعيدة عن الساحل والأنهار الصالحة للملاحة وظلت حركة البضائع على البر شاقة رغم شبكة الطرق الرئيسية Turnpikes التي بنيت بين ١٧٥١ و١٧٧١، (وقد اشتق اسمها من الأبواب الدوارة Turnstiles المرشوقة بالمناخس التي تعوق المرور حتى تدفع المكوس) (٩). وقد ضاعفت طرق المكوس هذه سرعة العبور ونشطت التجارة الداخلية. وحل محل خيول الحمل عربات تجرها الخيل، وأخلى السفر على ظهور الخيل مكانه لمركبات البريد. على أن الطرق الرئيسية تركت لأصحاب المشروعات الحرة ليصونوها وسرعان ما تدهورت حالها.

إذن ظلت حركة التجارة تؤثر الطرق المائية. لذلك ظهرت الأنهار لتحمل السفن الثقيلة، وربطت الأنهار والمدن بالقنوات. وقد تحول جيمس برندلي، الذي لم يكن له حظ من التعليم النظامي أو الفني، من مركب طواحين غير متعلم إلى أشهر مهندس قنوات في جيله، إذ حل بميله الميكانيكي مشاكل تمديد القنوات خلال الأهوسة والأنفاق وفوق السقابات. وفي ١٧٥٩ - ٦١ شق قناة جلبت إلى مانشستر الفحم من مناجم دوق بردجووتر في ورسلي؛ فأنقص هذا إلى النصف ثمن الفحم في مانشستر، ولعب دوراً رئيسياً في جعل تلك المدينة حاضرة صناعية، وكان من أجمل المناظر في إنجلترا القرن الثامن عشر منظر مركب تمخر مياه قناة برندلي-بردجووتر الممتدة بسقاية تعلو تسعة وتسعين قدماً فوق نهر ايرويل في بارتن. وفي