كتاب رينولدز "أحاديث" لفن التصوير. وكانت المنتجات التي تفرد بها هي المقاعد ذات "الظهور الشريطية" الرقيقة والقوائم الجذابة. ولكنه أبهج النبلاء والنبيلات في عهد جورج الثالث كذلك بالخزائن، والمكاتب، والمناضد، ودواليب الكتب، والمرايا، والموائد، والأسرة ذات الأعمدة الأربعة-كلها أنيق، وأكثرها مبتكر، هش رقيق عموماً.
وظلت هذه الرقة طابع فن منافسه جورج هبلوايت، وخلفهما توماس شيراتون. وبدا أنهم اعتنقوا نظرية بيرك التي زعمت أن الجمال يجب أن يكون هشاً رقيقاً، في الفن كما هو في الحياة. أما شيراتون فقد دفع الخفة والرشاقة إلى الذروة، وتخصص في الخشب الملون وغيره من المنتجات البديعة التجزع. وكان يصقلها في أناة، ويلونها في رقة، ويكفتها أحياناً بزخارف معدنية. وقد أورد في "قاموس الأثاث"(١٨٠٢) قائمة حوت ٢٥٢ من "كبار صناع الأثاث" يشتغلون في لندن أو قربها. ونافست الطبقات العليا في إنجلترا الآن نظائرها الفرنسية في صقل أثاثها وتجهيزاتها الداخلية.
وكانوا أسبق من الفرنسيين في تصميم الحدائق والبساتين. وقد لقب لانسلوت براون " Capability" ( أي القدرة) لأنه كان يفطن بسرعة كبيرة للقدرات التي تتيحها أرض زبونه للتصميمات الغريبة-والغالية؛ وبهذه الروح صمم الحدائق في بلنهيم وكيو. واتجهت موضة الحدائق الآن إلى الطراز الدخيل، أو غير متوقع، أو البهي المنظر. واستعملت نماذج مصغرة من الهياكل القوطية والباجودات الصينية زخارف خارجية؛ وأدخل السر وليم تشيمبرز في زخرفة حدائق كيو (١٧٥٧ - ٦٢) الهياكل القوطية، والجوامع المغربية، والباجودات الصينية (المتعددة الأدوار). وكانت الجرار الجنائزية حليات محببة للحدائق، تضم أحياناً رفات أصدقاء رحلوا عن هذه الدنيا.
أما فنون الخزف فقد تطورت تطوراً كاد يكون ثورياً. فكانت إنجلترا تنتج زجاجاً لا يقل جمالاً عن أي زجاج مصنوع في أوربا (١٠). وكانت مصانع الخزف في تشلسي وداربي تصنع الأشكال المبهجة بالبرسلان، بطراز سيفر عادة. ولكن أنشطة مراكز الخزف كانت "المدن الخمس"