أن لفيفاً من القساوسة "المعتدلين" يتزعمهم روبرت ولسن وآدم فرجسون ووليم روبرتسن خففوا من تعصب الشعب تخفيفاً كفى لترك ديفد هيوم يموت موتة طبيعية.
وربما كان الدين الصارم لازماً للتصدي لعربدة شعب تدفعه قسوة البرد إلى الشرب حتى يثمل، ويعاني من قسوة الفقر ما يجعل لذته الوحيدة في الجري وراء الجنس. وسيرة بيرنز دليل على أن الرجال كانوا يسكرون ويفسقون رغم الشيطان والقساوسة، وأن الفتيات الراغبات لم يكن نادرات وقد طرأ على القوم في الربع الأخير من القرن الثامن عشر اضمحلال ملحوظ في الإيمان وفي التمسك بالفضائل التقليدية. ولاحظ وليم كريتش وهو مصور إدنبري، أن يوم الأحد في سنة ١٧٦٣ كان يوم تعبد ديني، ولكن في ١٧٨٣ "لقي الحضور إلى الكنيسة إهمالاً شديداً، خصوصاً من الرجال"، وكانت الشوارع في الليل تضج بالشباب المنحل المشاغب "في سنة ١٧٦٣ هناك خمسة مواخير أو ستة … وفي ١٧٨٣ ازداد عدد المواخير عشرين ضعفاً، وازداد عدد نسوة المدينة أكثر من مائة ضعف. وابتلى كل حي في المدينة وضواحيها بأعداد غفيرة من الإناث اللاتي استسلمن للرذيلة"(١١). وكانت لعبة الجولف تصرف الرجال عن الكنيسة إلى اللقاءات أيام الآحاد، أما في باقي أيام الأسبوع فالرجال والنساء يرقصون (وكان الرقص من قبل يعد خطيئة)، ويذهبون إلى المسارح (وكان الذهاب إليها لا يزال يعد خطيئة)، ويختلفون إلى سباقات الخيل، ويقامرون في الحانات والأندية.
وكانت الكنيسة أهم مصدر للديموقراطية والتعليم. فكان شعبها يختار شيوخها، وكان ينتظر من القسيس (الذي يختاره عادة راع أو نصير) أن يدير مدرسة في كل أبرشية. وكان الجوع للتعليم شديداً. وكانت جامعة سانت أندروز، من بين الجامعات الأربع، قد اضمحلت، ولكنها تزعم أنها تملك خير مكتبة في بريطانيا. وقد وجد جونسون جامعة أبردين مزدهرة في ١٧٧٣. أما جامعة جلاسجو فضمت بين أساتذتها جوزف بلاك الفيزيائي، وتوماس ريد الفيلسوف، وآدم سمث الاقتصادي، فضلاً عن إيوائها لجيمس وات. وأحدث الجامعات الأربع هي جامعة إدنبرة، ولكنها كانت تضطرب بما أتت به حركة التنوير الاسكتلندية من إثارة.