وقتلت كثيراً من الصينيين انتقاماً منهم لمواطنيها، وخربت كثيراً من الممتلكات القيمة أو نهبتها (١). وفرض الحلفاء على عدوهم المهول المغلوب غرامة حربية مقدارها ٠٠٠ ر ٠٠٠ ر ٣٣٠ دولار يجمعها الأوربيون من المكوس المفروضة على الواردات الصينية وعلى احتكار الملح. على أن جزءاً كبيراً من هذه الغرامة قد رفعته فيما بعد الولايات المتحدة، وبريطانيا العظمى، والروسيا، واليابان، عن الصين. وكانت هذه الدول تشترط عليها عادة أن تنفق الأموال التي نزلت عنها على تعليم الطلبة الصينيين في جامعات الدول التي كانت هذه الأموال من حقها. وكان هذا منها عملاً كريماً كان له من الأثر في تحطيم الصين القديمة أقوى مما كان لأي عمل آخر بمفرده في الصراع التاريخي المرير بين الشرق والغرب.
(١) ويقول الكابتن برنكلي في ذلك: "مما يقشعر منه بدن كل شخص أبيض أن يعلم أن أربعين من النساء المبشرات وخمسة وعشرين من الأطفال ذبحهم الملاكمون، ولكن خمسمائة وسبع وثلاثين من نساء الطبقات العليا في الصين قد انتحروا في تونجشاو وحدها مفضلين هذا الانتحار على الحياة بعد ما لاقوا من عار ومذلة، مع أن الصينيين لم يبدوا أية مقاومة في هذه المدينة ولم يقع فيها قتال ما".