للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأنها أعانته على قوته، بينما أفضى به الشعر إلى التضور جوعاً. ومع ذلك ففي ٢٦ مايو ١٧٧٠ طلع على القراء برائعته "القرية المهجورة" التي نقد عنها مائة جنيه- وهو ثمن طيب في ذلك العهد لقصيدة لا تجاوز سبع عشرة صفحة طولاً. وقد نفدت منها أربع طبعات في ثلاثة أشهر.

أما موضوعها فهجر الزارع للريف بعد أن أفقدتهم الحظائر المسيجة أرضهم. وقد رسمت صورة لقريته:

أي أوبرن الحلوة! يا أجمل قرى السهل،

حيث يقر الفلاح الكادح علينا بالعافية والخير الوفير

وخلعت القصيدة كل الألوان الوردية التي حلم بها خيال جولدسمث الحضري على رخاء الفلاح الذي زعم أنه سبق هذه الحظائر المسيجة. وصف المناظر الريفية، والأزهار المختلفة، "والكوخ الظليل، والمزرعة المحروثة" ورياضيات القرية ومراقصها، و "العذراء الخجول" والصبي المغمز، والأسر السعيدة التي تسودها التقوى والفضيلة. ثم عاد يرى أباه يعظ كنيسة كيلكيني وست:

كان رجلاً عزيزاً على الناحية كلها

يعيش في رغد بأربعين جنيهاً في العام-

وهو مبلغ كفاه لأن يطعم الشريد،

وينقذ المتلاف، ويؤوي الجندي المحطم،

ويفتقد المرضى، ويواسي المحتضرين.

كانت نظراته في الكنيسة تجمل المكان الوقور

وهو يلقيها في لطف ورقة دون افتعال؛

ويخرج الحق من شفتيه قوياً جباراً،

فيمكث الجهال ليصلوا بعد أن جاءوا ليستهزئوا!.

أما معلم المدرسة الذي أدب الشاعر في طفولته فقد تحول في ذكرياته إلى مدرس "صارم الطلعة".

ومع ذلك كان رحيماً، فإذا عنف في شيء