يضني في السجن اثنين وأربعين شهراً. وبعد أن قضى فيه عامين سمح له بالكتب والورق والقلم والمداد، فراح يبعث لصوفي برسائل ملؤها الإخلاص المشبوب. وفي ٧ يناير ١٧٧٨ ولدت بنتاً لعلها كانت ابنته. وفي شهر يونيو نقلت الأم وطفلتها إلى دير في جيان قرب أورليان.
والتمس ميرابو من أبيه أن يصفح عنه ويعمل على إطلاق سراحه. وقال متوسلاً "دعني" أرى الشمس، دعني أتنسم هواء أكثر حرية، دعني أرى وجه أخواني البشر!؟ أنني لا أبصر غير الجدران المظلمة. وأبتاه سأموت من آلام التهاب الكلي! " ولكي يخفف من شقائه ويكسب بعض المال لصوفي، ويتقي الجنون، ألف عدة كتب، بعضها جنسي. وكان أهمها هو "الأوامر الملكية المختومة" الذي وصف مظالم القبض دون إذن والسجون دون محاكمة، وطلب بإصلاح السجون والقانون فلما نشر هذا الكتيب في ١٧٨٢ بلغ تأثر لويس السادس عشر به مبلغاً حمله على أن يأمر في ١٧٨٤ بالإفراج عن جميع السجناء المعتقلين في فانسين (٤٢).
وقد ترافق سجانو ميرابو به، ويعد ١٧٧٩ سمح له بالتمشي في حدائق الشاتو ولقاء الزوار، ووجد في بعض زائريه منصرفات لطاقته الجنسية العارمة (٤٣). ووافق أبوه على أن يعمل على الإفراج عنه إذا اعتذر لزوجته واستأنف معاشرتها، لأن المركيز العجوز كان تواقاً لحفيد يواصل بقاء الأسرة. فكتب جابرييل إلى زوجته يطلب الصفح. وفي ١٣ ديسمبر ١٧٨٠ أطلق سراحه بكفالة أبيه، الذي دعاه إلى قصر الأسرة في لوبنيون. وكانت له بعض العلاقات الغرامية في باريس، وزار صوفي في ديرها، والظاهر أنه أخبرها أنه ينوي العودة إلى زوجته. ثم مضى إلى لوبنيون، وأبهج قلب أبيه. وتلقت صوفي مالاً من زوجها، وانتقلت إلى بيت قريب من الدير، وانهمكت في أعمال البر، ووافقت على الزواج من كبتن سابق في الخيالة. ولكنه مات قبل أن يزف إليها، فأقام في الغد (٩ سبتمبر ١٧٨٩)(٤٤). أما زوجة ميرابو فقد رفضت لقاءه، فأقام عليها دعوى اتهمها فيها بهجرها ل، وخسر دعواه، ولكنه أدهش الأصدقاء والأعداء