المرأة التي يمكن الوصول إليها بسهوله لكنها لا تقهر.
لقد أيقظتنا هذه الرؤية من الكسل والخمول اللذين اعتريانا وقد تجاوزت السبعين لنعود بتهور إلى دراساتنا التي نتخذها هواية ولنصور هذا العصر المثير الحافل بالأحداث ونتناوله ككل حي. أسوف نعترف بذلك؟ - لقد تعلمنا منذ مرحلة المراهقة رأيا حكيما بعيد النظر وهو أن نابليون ليس مجرّد مثير حرب طاغية لكنه أيضا فيلسوف قلما يخدعه التظاهر، وسيكولوجي لم يتوقف عن دراسة الطبيعة البشرية، سواء طبيعة الأفراد أم طبيعة الجموع. وكان أحدنا من الجسارة بمكان بحيث ألقى عشر محاضرات عن نابليون في سنة ١٩٢١، وطوال ستين عاما رحنا نجمع ما كتب عنه حتى إن بعض مراجعنا كانت في وقت من الأوقات مفيدة، وأصبحت الآن في حكم الميتة.
والآن فهذا جهد خمس سنوات عددا لكنه جهد كفيل بملء عمر بأكمله. إنه كتاب طويل جدا في مجمله، لكن كل جزء من أجزائه مختصر وغير كاف. فلم يجعلنا نعلن عن هذا الكتاب سوى الخوف أن يدهمنا الموت المتربص (النص: الحصادة المتربصة أو آلة الحصد المتربصة). ونحن لا نوجه هذا الكتاب للمتخصصين الذين لن يجدوا فيه جديدا لكن لأصدقائنا أينما كان مكانهم والذين صبروا معنا أعواما كثيرة، قد يجدون فيه بعض اللحظات التنويرية أو الفانتازيا المبهجة.