وقد حدث بالفعل أن انضم رجال الدين الأشد فقرا من سواهم إلى جانب طبقة العوام
"بل إن بعض النبلاء مثل لافاييت Lafayette وفيليب دأورليان Philippe d'Orleans ودوق دلاروشفوكو La Rochefoucauld، وليانكو Liancourt أضمروا مشاعر ليبرالية خطرة".
وبسبب هذا بدأت حرب أعصاب لفترة طويلة، وكان يمكن لطبقة العوام أن تنتظر لأن إقرار ضرائب جديدة يستلزم موافقتهم العلنية بينما كان الملك ينتظر إقرار هذه الضرائب الجديدة بصبر فارغ. وكانت طبقة العامة تتحلى بالشباب والحيوية والفصاحة والتصميم. لقد كان هناك أونوري Honore- جابرييل Gabriel - فيكتور ريكيتي Victor Riqueti الذي قدم لهم الكونت دى ميرابو Conte de Mirabeau خبرته وشجاعته وقوة فكرة وصوته الجهوري، وقدم بيير - صامويل دى بو دى نيمور Pierre - Samuel du Pont de Nemours لهم معلومات عن طبيعة اقتصاد الفيزيو قراطيين Physiocrat (الطبيعيين) وعن الإستراتيجية، أما جان بيلي Jean Bailly فقد حقق بالفعل شهرة في مجال الفلك، وقد هدأ من حدة الانفعال ليصلوا إلى حكم هادئ بعد دراسة الأمور وتقليبها. أما ماكسميليان دى روبيسبير Maximilien de Robespierre فظل يتحدث بانفعال وباستمرار كرجل عقد عزمه ألا يسكت حتى يجد طريقه.
لم يبق من عمر روبيسبير الذي ولد في أراس Arras في سنة ١٧٥٨ سوى خمسة أعوام، لكنه كان في غالب هذه الفترة هو محور الأحداث أو يتحرك بالقرب من قلبها. وكان روبيسبير قد فقد أمه وهو في السابعة من عمره، أما أبوه فقد اختفى في ألمانيا. وقام الأقرباء بتربية الأيتام الأربعة وفاز ماكسميليان الطالب الدءوب بمنحة دراسية في كلية لويس لي جراند Louis - le - Grand في باريس، ونال درجة جامعية في القانون ومارس المحاماة في أراس Arras وحقق شهرة كمدافع عن الإصلاح حتى إنه كان من بين الذين تم إرسالهم من إقليم أرتوا Artois لحضور مجلس طبقات الأمة State - General.
ولم يكن مظهر روبيسبير يدعم دورة كخطيب فقد كان طوله لا يزيد على خمسة أقدام وثلاث بوصات، وكان وجهه عريضاً ومسطحاً شوهه الجدري، وكانت عيناه ضعيفتين