للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصلت رحب بها حرس الملك الذي أقام لأفرادها مأدبة في دار الأوبرا بالقصر، وعندما ظهر لويس ومارى أنطوانيت علا تصفيق الجنود بشدة، فقد كانوا نصف سكارى لفرط ما شربوا من النبيذ، كما أن جلال المشهد الملكي زادهم حماساً، لذا سرعان ما أزاحوا الشارات الوطنية مثلثة الألوان من على بزاتهم العسكرية ووضعوا الشارات الملكية (الأبيض والأسود) على قبعاتهم، وورد في التقارير أن الألوان التي ترمز للثورة قد طرحت أرضاً لتدوسها أقدام الراقصين (وقد أنكرت مدام كامبا Mme Campan الوصيفة الأولى للملكة والتي كانت شاهدة عيان حدوث هذا).

وتضخمت القصة عند وصولها إلى باريس، وتأكدت بسبب تقرير مؤداه أن جيشا يتجمع بالقرب من متز Metz بنية التوجه إلى فرساي لفض الجمعية الوطنية. واستنكر ميرابو Mirabeau والمندوبون الآخرون هذا التهديد العسكري الجديد. وطالب مارا ولوزتالو Loustalot وصحفيون آخرون بضرورة أن يرغم الشعب كلا من أفراد الأسرة المالكة والجمعية الوطنية على الانتقال إلى باريس حتى يكونوا تحت مراقبة الجماهير. وفي ٥ أكتوبر أخذ النسوة في سوق المدينة ممن يعلمن بنقص الطعام على عاتقهن تكوين فرقة للتوجه إلى فرساي على بعد عشرة أميال من باريس. وكان ينضم إليهن في مسيرتهن رجال ونساء وكثيرون بلغوا الآلاف. ولم يكن الموكب تراجيديا أو كئيباً، فقد لطفت منه حيوية الفرنسيين، فقد راح جميعهم يصيح:

"سنحضر معنا الخباز وزوجته"، و "سنستمتع بالاستماع إلى ميرابو".

ووصل الموكب إلى فرساي بينما المطر ينهمر بكثافة، وتجمعوا في صفوف كيفما اتفق أمام بوابات القصر الملكي العالية وأسواره وطالبوا بمقابلة الملك، وتوجه وفد إلى الجمعية الوطنية وأصر على ضرورة أن يدبر المندوبون في الجمعية الخبز للحشود المتجمعة. واتجه مونييه Mounier - القائم بالحراسة في ذلك الوقت مع إحدى المندوبات وهي سيدة لطيفة اسمها لويسون شابري Louison Chabry لمقابلة لويس. فلما رأته تأثرت كثيرا حتى إنها لم تستطع أن تنطق سوى بكلمة واحدة (خبز) ومن ثم سقطت مغشيا عليها. فلما أفاقت وعدها لويس بتدبير خبز للجموع الجائعة التي بللها المطر. وعندما همت بالمغادرة أرادت أن