ورحب ميرابو. وكان في حاجة إلى المال ليكفي أسلوب حياته المتسم بالإسراف. وشعر أن التضامن أو الائتلاف بين الملك والجمعية هو الخيار الوحيد لحكم يقوم عليه زعماء جماهيريون، ولم يكن يرى تناقضا في متابعة هذه السياسة وسد النقص (العجز) ثانية في موارده المالية. وكان قد كتب في ٢٨ سبتمبر ١٧٨٩ لصديقة لامارك La Marck:
" لقد ضاع كل شيء فسيتم إبعاد الملك والملكة وسترى الجماهير المنتصرة ترقص فوق جثتيهما" وكتب لصديقه هذا نفسه في ٧ أكتوبر: "إن كان لك أي تأثير في الملك والملكة فلتحثهما على ترك باريس لأنهما إن لم يفعلا ضاعا وضاعت فرنسا. إنني مشغول بخطة لإبعادهما وقد رفض لويس هذه الخطة لكنه وافق على تمويل خطة ميرابو للدفاع عن الملكية".
وفي أوائل شهر مايو سنة ١٧٩٠ وافق على أن يدفع ديون المغامر الكبير بالسماح له بمبلغ ألف دولار في الشهر بالإضافة إلى مكافأة مقدارها ١٩٢،٠٠٠ دولار إن هو نجح في إزالة الخلافات بين الملك والجمعية. وفي أغسطس منحته الملكة شرف اللقاء بها لقاء خاصا في حدائقها في سان كلود St. Cloud .
وكان تأثير الملكة هائلا حتى أن تنين الثورة الصارم اهتز لفرط إخلاصه لها عندما قبل يدها. وتحدث ميرابو لأصدقائه المقربين عن جاذبيتها وسحرها "أنتم لا تعرفون الملكة .. إن لعقلها قوة مدهشة، وهي رجل إذا كان مقياس الرجولة هو الشجاعة".
وكان ميرابو يعتبر نفسه "شخصا يقبض أو يتسلم أموالاً لكنه لا يشتر" فعلى وفق ما ذكره لامارك فإنه يقبل أموالاً تدفع له للاحتفاظ بآرائه أو للتمسك بآرائه. ولم تكن لديه نية للدفاع عن الحكم المطلق (الاستبدادي) بل على العكس فقد كانت الأفكار التي تقدم بها لوزراء الملك في ٢٣ ديسمبر ١٧٩٠ تشكل برنامجا للتوفيق بين الحرية العامة (حرية الجماهير) والسلطات الملكية:
"إننا نخطئ الهدف إذا هاجمنا الثورة فهي حركة أعطت لشعب عظيم قوانين أفضل تستحق أن ندعمها … وإنما يجب قبول روح الثورة وكثير من العناصر في دستورها .. إنني أقدر نتائج الثورة كلها … باعتبارها فتوحات لا يمكن الانسحاب منها فلا مجال لتدمير هذه النتائج تحت أي ظروف".