للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للجمعية طالبا التعليمات وسرعان ما وافاه بارنيف Barnave وبيتيو Petion بالإجابة: " أحضر أسراك ولا تمسهم بسوء إلى باريس".

والآن لقد مضت ثلاثة أيام لا عمل فيها قضاها ستون ألفا من الحرس الوطني في مرافقة الأسرى الملكيين. وفي الطريق جلس بارنيف Barnave في العربة الملكية قبالة الملكة، وكان قد سبق تدريبه وفقا لنظام الفروسية الذي تم إحياؤه في عهد الحكم البائد. وقد تأثر بفتنة الجمال الملكي وراح يتأسى متحسراً، وراح يعجب متسائلاً في سريرته عما يكون مصيرها ومصير أطفالها. وعندما وصل الركب إلى باريس كان قد أصبح عبداً Slave لها (أسيراً لها).

وبسبب جهوده بالإضافة إلى محاذير أخرى رفضت الجمعية طلب الذين لا يرتدون كلوتات (الشريحة الدنيا من طبقة العوام/السانس كولوت) عزل الملك فورا. فلا أحد يستطيع أن يخبر بنوع الفوضوية التي ستنشأ عن ذلك. أتكون الجمعية البورجوازية والممتلكات كلها تحت رحمة الجماهير الباريسية الذين ليس لهم حق دستوري في الانتخاب؟ لذا فقد سرى القول بأن الملك كان قد خطف أو أبعد قسراً عن مقر إقامته، لذا فلا بد من السماح له بالاحتفاظ برأسه (عدم إعدامه) على الأقل لفترة،

واعترض الزعماء الراديكاليون ودعت النوادي والصحف الشعب للتجمع في ساحة دي مارس في ١٧ يوليو سنة ١٧٩١ فاجتمع خمسون ألفا ووقع ستة آلاف طلباً بتنازل الملك عن العرش وأصدرت الجمعية أوامرها للافاييت والحرس الوطني لتفريق المشاغبين الذي رفضوا التفرق بل وحصب بعضهم أفراد الحرس وقتل الجنود الغاضبون خمسين رجلاً وامرأة، كان قتل بعضهم حرقا، وبذا انتهت الأخوة العامة التي تعاهدوا عليها هناك منذ عام مضى. وطارد البوليس مارا الذي كان يعيش في قبو رطب وراح يدعو لثورة جديدة، أما لافاييت فقد انتهت شعبيته وعاد إلى الجبهة وراح ينتظر بصبر فارغ الفرصة المناسبة ليهرب من الفوضى التي بلغت ذروتها في فرنسا.

وكلما اقترب الشهر من نهايته كثفت الجمعية جهودها لإنهاء أعمالها، وربما كان أعضاء الجمعية قد اعتراهم التعب وشعروا أنهم أنجزوا ما يكفي إنجازه على مدى حياة الواحد منهم.