لروسو، كما كان لديه موسوعة ديدرو كاملة Diderot's Encyclopedie وكان ملحدا لكنه كان متعاطفا على نحو ما مع فكرة أن الدين إنما هو للفقراء. فلنقرأه وهو يقول في سنة ١٧٩٠ ما قاله موسى Musset بعد ذلك بجيل:
"من ناحيتي، أعترف أنني لا أعرف إلا إلهاً واحدا - إلهاً لكل الكون والعدالة … لكن الرجل في الحقول يضيف إلى هذا أوهاما … لأنه في شبابه ومرحلة رجولته ومرحلة كهولته مدين للكاهن (القسيس) بلحظات السعادة القليلة التي تمر به .. لندعه لهذا الوهم. علمه أيها القس إن شئت … لكن لا تجعل الفقير يخشى فقدان الشيء الوحيد الذي يربطه بالحياة".
وهو - دانتون - كزعيم ضحى بكل شئ حتى النهاية لحماية الثورة من الهجوم الأجنبي ومن الفوضى الداخلية. ولهذه الأغراض كان مستعداً للتعاون مع أي شخص - مع روبيسبير، ومارا والملك، والجيرونديين، لكن روبيسبير كان يحقد عليه، وكان مارا يتهمه، وكان الملك لا يثق به وكان الجيرونديون Girondins حذرين منه بسبب وجهه وصوته وكانوا يرتجفون من تعبيراته المنطوية على الازدراء. ومع هذا فلم يكن أي من هؤلاء بقادر على أن يتجاهل وجوده فقد نظم أمور الحرب وتفاوض من أجل السلم وكان يزأر كالأسد وهو يتحدث عن الرحمة وحارب من أجل الثورة وساعد بعض الملكيين على الهرب خارج فرنسا.
وكوزير للعدل عمل على توحيد كل الفصائل الثورية كلها لرد الغزاة، وتحمل مسئولية إثارة الجماهير في ١٠ أغسطس فالحرب في حاجة لدعم هذه الأرواح المثمرة فمنهم يمكن تجنيد جنود متوقدين حماسة، لكنه لم يشجع المحاولات غير الناضجة لدعم الثورات على الملوك الأجانب (الملوك خارج فرنسا) فهذا قد يؤدي إلى اتحاد الملكيات في عدائها ضد فرنسا. وقاوم اقتراح الجيرونديين بانسحاب الحكومة والجمعية إلى ما وراء اللوار Loire فمثل هذا التراجع لا بد أن يحطم معنويات الشعب.
لقد انقضى وقت المناقشات وحان وقت العمل لبناء قوات مسلحة جديدة وتحصين أفرادها بالروح العالية والثقة، وفي ٢