شديد لكن الثوريين حاجّوا بأنه كان لا بد من هذه الاستجابة العنيفة بسبب تهديدات برونسفيك ولضرورات الحرب، واستقبل بيتيو رئيس بلدية باريس الجديد الجلادين كوطنيين بذلوا جهدا كبيرا وأنعشهم بتقديم النبيذ لهم. وأرسلت الجمعية التشريعية بعض الأعضاء إلى سجن الإباى (سجن الدير) ليوصوا بالتزام القانون وعادوا ليقرروا أن المذبحة لا يمكن إيقافها، وأخيرا وافق زعماء الجمعية - من الجيرونديين والجبليين ـ أن هذا الاتجاه الأكثر أمنا واحتياطا (المذبحة) أصبح محل موافقة.
وأرسل كمون باريس ممثلين عنه للمشاركة في منح الحصانة للقضاة، وكان بيلو - فارين - Billaud Varenne المحامي المندوب عن الكومون ممن شهدوا ما حدث في سجن أباى وقد هنأ القتلة: إنكم مواطنون زملاء، إنكم تدمرون أعداءكم، إنكم تؤدون واجبكم وبارك مارا بفخر العملية برمتها. وعند محاكمة شارلوت كورداى Charlotte Corday بعد ذلك بعام، سئلت:"لماذا قتلت مارا؟ " فأجابت: "لأنه كان هو السبب في مذبحة سبتمبر" ولما طالبوها بالدليل أجابت: "ليس لدي دليل، انه رأي فرنسا كلها".
وعندما طلب من دانتون أن يوقف المذبحة هز كتفية:"سيكون هذا مستحيلاً"، ثم أردف معللا:"ثم لماذا نوقفها؟ هل أزعج نفسي بسبب هؤلاء الملكيين والقسس الذين كانوا لا ينتظرون سوى اقتراب الأجانب الغزاة لذبحنا؟ … لا بد أن نرعب أعداءنا." ومع هذا فقد سحب دانتون سراً أكثر من واحد من أصدقائه وأخرجهم من السجون، بل إنه أخرج حتى بعض أعدائه الشخصيين. وعندما اعترض عضو من زملاء دانتون في المجلس التنفيذي على عمليات القتل، قال له دانتون:"إجلس، فهذا أمر ضروري". وعندما سأله شاب:
"كيف تستطيع أن تساعد ما يسمى إرهابا؟ " أجابه: "إنك أصغر من أن تفهم هذه الامور … انه لا بد أن يفيض نهر الدم بين أهل باريس والمهاجرين (الذين تركوا فرنسا بسبب أحداث الثورة) ".
فقد كان يعتبر أن أهل باريس قد أصبحوا الآن عاهدوا الثورة، وأن المتطوعين للحرب