هوجم بغير هواده بصيحات:"اجلس! " فقال: "يبدو أن هناك أعداء كثيرين لي في هذا المؤتمر"، فصرخ الجيرونديون:"كلنا أعداؤك". وعمل مارا على تكرار طلبه بقيام دكتاتورية على النمط الروماني المحدود واعترف بتحريضه على العنف لكنه برأ دانتون وروبيسبير من أي مشاركة في خططه، واقترح واحد من النواب القبض عليه ومحاكمته بتهمة الخيانة لكن هذه الحركة لم تنجح، وأخذ مارا مسدسه من جيبه وصوبه إلى رأسه وأعلن:"إذا صدر مرسوم باتهامي فسأنثر مخي عند أقدام الشعب".
وكان موقف الجيرونديين الذين قادوا فرنسا في الحرب على الأعداء - قويا في هذه الشهور بسبب انتصارات جيش فرنسا وانتشار القوات الفرنسية والأفكار الثورية.
ففي ٢١ سبتمبر سنة ١٧٩٢ قاد الجنرال أني - بيير دي مونتسكيو - فيز نزاك Anne - Pierre - Montesquiou - Fezensac قواته محققا فتحا سهلا لسافوى (كانت وقتها جزءاً من سردنيا) وذكر في تقرير له إلى المؤتمر الوطني أن: "تقدم جيشي إنما هو نصر، فقد كان الناس في الريف والمدينة يخرجون لاستقبالنا وكان الناس في الأنحاء كلها يضعون الشارة الثلاثية ألوانها" وفي ٢٧ سبتمبر دخل قسم آخر من الجيش الفرنسي نيس Nice بلا مقاومة، وفي ٢٩ سبتمبر فيلفرانش Villefranche وفي ٢٧ نوفمبر تم إدماج سافوي Savoy في فرنسا بناء على طلب زعمائها السياسيين المحليين.
أما فتح بلاد الراين فكان أمراً أكثر صعوبة. ففي ٢٥ سبتمبر قاد الجنرال آدم - فيليب دى كوستين de Custine المتطوعين التابعين له للاستيلاء على سبير Speyer وأخذ ثلاثة آلاف أسير وفي ٥ أكتوبر دخل فورمز Worms وفي ١٩ أكتوبر مينز Mainz وفي ٢١ أكتوبر فرانكفورت - آم - مين Frankfurt - am - Main. ولكسب بلجيكا (التابعة للنمسا) إلى صف الثورة حارب ديمورييه Dumouriez في جيمابز Jemappes (٦ نوفمبر) إحدى أكبر المعارك في الحرب، فقد تراجع النمساويون بعد مقاومة طويلة مخلفين وراءهم أربعة آلاف قتيل في ساحة المعركة،
وسقطت بروكسل في ١٤ نوفمبر ولييج Liege في ٢٤ نوفمبر وأنتورب Antwerp في الثلاثين من الشهر نفسه، وفي هذه المدن كلها استقبل السكان الفرنسيين كمحررين. وقد تأخر ديمورييه في بلجيكا، وأثرى