للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لها أن ترى زوجها بعد ذلك أبدا، وفي ٢ يونيه احتشد ثمانون ألف رجل وامرأة - كان كثيرون منهم مسلحين - حول مقر المؤتمر الوطني، ووجه الحرس مدفعه للمبنى، وأخبر مجلس المقاومة الآنف ذكره نواب المؤتمر الوطني أن أحداً منهم لن يسمح له بالخروج حتى تتم الاستجابة لطلبات المجلس (مجلس المقاومة) كلها.

وذكر مارا بصوت عال أسماء الجيرونديين الذين يوصي بالقبض عليهم، وكان مارا قد سيطر على المنصة (المنبر) التي يتحدث متحدثو المؤتمر من فوقها ودبر بعض نواب المؤتمر أمر تملصهم من الحرس والجماهير وهربوا إلى المحافظات، وجرى القبض على اثنين وعشرين وفرضت عليهم الإقامة الجبرية في منازلهم بباريس. ومنذ هذا اليوم وحتى ٢٦ يوليو أصبح المؤتمر الوطني خادماً مطيعا للجبليين (اليسار) ولجنة الأمن العام وجماهير باريس. لقد هزمت الثورة الثانية البورجوازية وأسست مؤقتا دكتاتورية البرولتياريا.

وأعطى المنتصرون للنظام الجديد شكلا بتكليف كل من هيرول دى سيشل Herault de Sechelles وسان - جوس Saint - Jus بصياغة الدستور الجديد الذي كان قد صدر في ١١ أكتوبر ١٧٩٢. وقد أعاد حق الانتخاب للذكور البالغين كلهم وأضاف حق كل مواطن في مورد رزق، والتعليم والمقاومة، وقصر حقوق الملكية بحيث لا تتعارض مع المصلحة العامة، وأعلن حرية العبادة واعترف بكرم ولطف بوجود الله (سبحانه) a Supreme being كموجود أسمى وأعلن الأخلاق كأمرٍ لازم للمجتمع، وقد أطلق كارليل Carlyle الذي لم يكن يستطيع أن يهضم (يستسيغ) الديمقراطية هذا بأنه " أكثر الدساتير- التي حبرت على الورق - ديمقراطية وقبله المؤتمر الوطني (في ٤ يونيو سنة ١٧٩٣) وأقره ربع الناخبين ١،٨٠١،٩١٨ واعترض عليه ١١،٦١٠. وظل دستور ١٧٩٣ على الورق فقط لأنه في ١٠ يوليو جدد المؤتمر الوطني للجنة الأمن العام Committee of Public Safety صلاحياتها كسلطة حاكمة فوق الدستور حتى يعود السلام.