"هذه الديمقراطية التي تدعونها ليست ديمقراطية لأنكم تسمحون بتكوين الثروات، فلم يجن سوى الأثرياء - خلال السنوات الأربع الأخيرة - ثمار الثورة. إنها الارستقراطية التجارية التي هي أكثر ظلماً لنا من النبلاء. إننا لا نرى حدا لاستغلالهم، فأسعار البضائع تزداد بشكل يثير الذعر.
لقد آن الأوان لمعركة حتى الموت بين المستغلين والعمال .... هل ممتلكات الأوغاد (السفلة) أكثر قداسة من حياة الإنسان؟ لا بد من إتاحة ضرورات الحياة وتوزيعها من قبل أجهزة إدارية تحت إشرافكم، تماما كما أن القوات المسلحة تحت إشرافكم، فلن يكون كافيا تحصيل ضريبة من الأثرياء طالما أن النظام لم يتغير، لأن الرأسماليين والتجار سيرفعون في اليوم التالي الأسعار ليستردوا المبلغ الذي دفعوه كضريبة من السانس كولوت (الشريحة الدنيا من الطبقة الثالثة) … إذا لم يتم تدمير الاحتكاريين وقوى الاستغلال فلا حل ".
وأدان جاك هيبير Jacques Hebert البورجوازيين باعتبارهم المخططين للثورة - بعبارات أقل جنوحا نحو الشيوعية - وحث العمال على الاستيلاء على السلطة من الحكومة المهملة أو المتسمة بالجبن. وفي ٣٠ أغسطس نطق واحد من النواب بالعبارة السحرية:"فليكن الإرهاب هو نظام هذه الأيام". وفي ٥ سبتمبر أتت جماهير من الأحياء تهتف:"الحرب على الطغاة وخازني البضائع (لمنعها عن الناس) والأرستقراطيين" واتجهت إلى مقر الكومون في دار البلدية، فصحب رئيس البلدية - جان جولوم بيش Jean - Guillaume Pache - ووكيل المدينة - بيير شومت Pierre Chaumette - مفوّضين عن الجماهير المتظاهرة واتجهوا جميعا إلى المؤتمر الوطني وطالبوا بجيش ثوري يطوف فرنسا ومعه مقصلة للقبض على الجيرونديين وإجبار كل فلاح لتسليم منتجاته المخزونة وإلا جرى إعدامه في المكان نفسه.
وفي هذا الجو الذي يخيم فيه شبح الغزو الأجنبي، وشبح الثورة داخل الثورة - كونت لجنة الأمن العام الجيوش الفرنسية وقادتها للنصر، وكانت هي آلة الإرهاب (جهاز الرعب) التي كوت بنارها أمة شديدة الاضطراب فوحدتها.
وفي ٢٣ أغسطس، وبناء على خطط جسورة وضعها كارنو Carnot وبارير Barere - أمر