وفي نهاية سبتمبر كان لدى فرنسا ٥٠٠،٠٠٠ مجند كانت معداتهم غير كافية، وكان تنظيمهم بائسا وكانت روحهم يعتريها التردد فلا أحد يتحمس وهو مقبل على الموت سوى القديسين. والآن ولأول مرة أصبحت الدعاية (البروباجندا propaganda) صناعة حكومية (صناعة من صناعات الدولة) تكاد تكون حكراً عليها، فدفع وزير الحرب جان - بابتست بورشوت Jean - Baptiste Bourchotte أموالاً للصحف لتقدم موضوعات عن حالة الأمة وأوصى القائمين عليها بتوزيع نسخ من هذه الصحف في معسكرات الجيش، فلم يكن هناك - إلا القليل - من يقرأها في أي مكان آخر (غير معسكرات الجيش) وذهب أعضاء من اللجنة أو ممثلون عنهم إلى جبهة القتال لإلقاء الخطب الرنانة في الجنود ولمراقبة الجنرالات.
وفي أول اشتباك مهم في المعركة الجديدة - في هوندشوت Hondschoote في ٦ - ٨ سبتمبر - مع قوات بريطانية ونمساوية كان ديبرل Debrel مبعوث اللجنة هو الذي حول الهزيمة إلى نصر بعد أن كان الجنرال هوشار (أوشار Houchard) قد اقترح انسحاب القوات الفرنسية. ولهذا، ولأخطاء أخرى جرى إرسال هذا المقاتل العجوز لتجز المقصلة رقبته في ١٤ نوفمبر سنة ١٧٩٣. وسجن اثنان وعشرون جنرالا - كلهم تقريبا من بقايا النظام القديم - لأخطاء وقعوا فيها أو لعدم مبالاتهم أو لإهمالهم تعليمات اللجنة. أما الشباب الذين نشأتهم الثورة فقد تبوءوا مكانتهم - رجال مثل هوش Hoche وبيشجرو Pichegru وجوردا Jourdan ومورو Moreau الذي كان أهم من نفذ سياسة كارنو القاضية بالهجوم المتواصل، ففي واتجنز Wattignies في ١٦ أكتوبر عندما واجه ٥٠،٠٠٠ مجند فرنسي جديد ٦٥،٠٠٠ نمساوي حمل كارنو ذو الأربعين عاما بندقيته على كتفه وخاض هو ورجال جوردا المعركة. حقيقة إن النصر الذي حقَّقوه لم يكن حاسما لكنه رفع من معنويات جيوش الثورة ودعم من سلطة اللجنة (لجنة الأمن العام).
وفي ١٧ سبتمبر أقر المؤتمر الوطني المطيع (المقصود المذعن للجنة الأمن العام) قانون الاشتباه مخولاً اللجنة أو من ينوب عنها القبض على أي مهاجر عائد إلى فرنسا (المهاجرون هم الذين تركوا فرنسا إثر أحداث الثورة) وأي قريب لهذا المهاجر وأي موظف عام موضع