تقاليد نشأ ما يتصف به الجندي الياباني من عدم الخوف من الموت (١).
كذلك كان يسمح بالاغتيال- كما كان يسمح بالانتحار- في ظروف معينة أن يحل محل القانون، فاليابان في نظامها الإقطاعي كانت تقتر في الإنفاق على رجال الشرطة، بوسائل كثيرة منها أن تجيز لابن القتيل أو أخيه أن يثأر لنفسه بدل الالتجاء إلى القانون؛ ولقد أدى هذا الاعتراف بحق الثأر- إلى جانب إيحائه بنصف القصص والمسرحيات في الأدب الياباني- إلى الحيلولة دون كثير من الجرائم؛ ومع ذلك فالرجل من فئة "الساموراي"(أي السيافين) كان يحس عادة أن واجبه يقتضيه ارتكاب (الهاراكيري) بعد استخدامه لحقه في الثأر بنفسه من عدوه؛ مثال ذلك ما فعله "الرونانات" الأربعون المشهورون وهم فئة من السيافين لم يكونوا أعضاء رسميين في تلك الطائفة (حين تأثروا من "كوتسوكي" لما ارتكبه من قتل اغتيالي، فعلوا ذلك وهم يصطنعون له غاية الرقة ويقدمون له المعاذير، ثم انسحبوا في وقار إلى ضيعات عينها لهم "الحاكم العسكري" وقتلوا أنفسهم قتلاً التزموا فيه غاية الثبات (كان ذلك سنة ١٧٠٣)، وأعاد الكهنة رأس "كوتسوكي" إلى رئيس حاشيته، فأخذ منهم الرأس وأعطاهم هذا الإيصال البسيط:
مذكرة:
١. رأس واحد.
(١) كانت الـ "هاراكيري" محرمة على النساء والسوقة، لكن كان يسمح للنساء أن يرتكبن ما يسمى "جيجاكي"- ومعناها أن يؤذن لهن- احتجاجاً على ما يصيبهن من إساءة- أن يخترمن من رقابهم بالخناجر، وأن يقطعن الشرايين بضربة واحدة؛ فكانت كل امرأة لها مكانة اجتماعية تلقي تدريباً في عملية جز الرقبة، ويعلمونها كيف تربط ساقيها قبل قتلها نفسها، خشية أن تقع الأبصار على جثتها وهي في وضع لا يتفق مع ما تقتضيه العفة.