إليه الأخبار فتراجع نابليون إلى غرفته وأغلق على نفسه الباب ورفض توسلات زوجته لدخولها غرفته.
وانتقد المناصرون للملكية وأفراد الأسرة المالكة ما حدث انتقادا مريرا. لقد روَّعتهم فكرة أن يَقْتلَ واحد من العامة فرداً من أفراد أسرة البوربون. وأرسل مجلس الوزراء في كل من روسيا والسويد احتجاجاً إلى دايت Diet الإمبراطورية الرومانية المقدسة في راتيسبون Ratisbon مع اقتراح بأن يكون غزو القوات الفرنسية لبادن Baden موضوعا لتحقيق دولي. ولم يُجب الدايت ورفض ناخب Elector بادن إدانة فرنسا. وزوَّد القيصر اسكندر الأول Czar Alexander I سفيره بباريس بتعليمات لطلب تفسير لهذا الإعدام، فأجاب تاليران بحجة مفحمة: لو كانت إنجلترا تدبِّر لاغتيال بول الأول، وعُرِف أن مدبِّري المؤامرة على مرمى حجر من الحدود، ألم يكن العمل يجري على قدم وساق للقبض عليهم بأقصى سرعة؟ أما وليم بت Pitt، فقد كان أكثر ما يكون ارتياحا عندما وصلته أخبار الإعدام إذ قال لقد ألحق بونابرت من الأذى بنفسه أكثر مما ألحقناه به منذ إعلان الحرب الأخيرة.
أما رد الفعل في فرنسا نفسها فكان أكثر اعتدالا مما توقع كثيرون، فقد استقال شاتوبريان Chateaubriand من منصب قليل الشأن في وزارة الخارجية، لكن أصبحت الكرة في ملعب تاليران وزير الخارجية رابط الجأش في ٢٤ مارس (بعد إعدام إنجهين بثلاثة أيام) حضر إليه عشرون من نبلاء فرنسا القدامى وممثلون من كل بلاطات أوروبا. وبعد الحادث بثلاثة أشهر بدا أنه لم يعد محل اهتمام من الرأي العام الفرنسي، إلاّ أن فوشيه الذي كان يُراقب الأمور بذكاء علّق على الإعدام قائلا:"إنه ليس جريمة. إنه أكثر من جريمة. أنه خطأ فادح ".
وربما شعر نابليون ببعض الندم لكنه لم يعترف بذلك أبداً، لقد قال:
"هؤلاء الناس أرادوا أن يوقعوا الفوضى في فرنسا وأن يدمّروا الثورة بتدميري. لقد كان من واجبي أن أدافع عن الثورة وأن أثأر لها … لقد كان انجهين متآمراً كأي متآمر آخر وكان لابد من معاملته على هذا الأساس .. لقد كان علينا أن نختار بين اضطهاده اضطهادا دائما