لإزاحة جوزيفين، وقد صاغ جوزيف أخو نابليون القضية كالتالي: مؤامرة كادودال ومورو حتمت إعلان مبدأ الوراثة كأساس للحكم. فقد تؤدي حركة مفاجئة إلى الإطاحة بنابليون كقنصل (أول) ومن ثم فإن مبدأ الوراثة يُعد بمثابة ترس حماية فإن قَتْله في هذه الحال لا يُحقِّق الغرض المطلوب وهو الإطاحة بنظام الحكم كله. والحقيقة أنَّ طبيعة الأشياء تجعلنا نميل إلى تحقيق مبدأ الوراثة في الحكم. إنها مسألة ضرورة.
وتحرك أعضاءُ مجلس الدولة Councilors ومجلس الشيوخ (السينات senators) والتريبيون tribunes (مجلس الدفاع عن حقوق الشعب) وغيرهم في الحكومة بكياسة لتحقيق رغبات نابليون لأسباب بسيطة فموافقتهم لن تؤدي إلاّ إلى التقليل من حريتهم في المناقشة، تلك الحرية التي كانت قد قُيِّدت بالفعل بالإضافة إلى أن معارضتهم قد تُنهي أدوارهم السياسية، كما أن الموافقة في وقت باكر قد تُحقِّق لهم مكافآت سخية.
وفي الثاني من شهر مايو سنة ١٨٠٤ أقرَّت الهيئات التشريعية ثلاثة اقتراحات.
١ - سيتم تعيين نابليون بونابرت إمبراطوراً للجمهورية الفرنسية،
٢ - لقب إمبراطور والسلطات الإمبراطورية ستكون وراثية في أسرته ..
٣ - الحرص على حماية مبادئ المساواة والحرية وحقوق الشعب ككل
وفي ١٨ مايو أعلن مجلس الشيوخ (السينات) نابليون إمبراطوراً. وفي ٢٢ مايو أقرت نتيجة الاستفتاء (من خلال الأصوات المسجلة والتي وقّع فيها كل منتخب على قراره) هذا الأمر الواقع بواقع ٣،٥٧٢،٣٢٩ موافقون و ٢،٥٦٩ معارضون، فقال جورج كادودال في سجنه بعد أن وصلته هذه الأخبار:
"لقد أتينا هنا - أي إلى السجن - لنجعل لفرنسا ملكاً، أمّا الآن فقد جعلنا لها إمبراطوراً ".