إن فرنسا متحضرة ولكن السلطة فيها ليست كذلك وأكثر من هذا فكيف يكون من صالح روسيا دعم فرنسا والشد من أزرها؟
وعندما سعى نابليون لتوثيق التحالف بأن يتزوج من أخت إسكندر - الدوقة الكبيرة أنّا Anna، أشار تاليران على القيصر بعدم القبول وأجّل الروسي الماكر الإجابة عن هذا الاقتراح متحجّجاً بأن القيصرة هي صاحبة الرأي في هذه الأمور. وقد كافأ اسكندر، تاليران بترتيب زواج ابن أخيه (أو ابن أخته) من دوقة دينو Dino وارثة دوقية كورلاند Courland، ودافع تاليران - في وقت لاحق - عن خيانته ذاكراً أن شهية نابليون لابتلاع الأمم لن تتوقف باستنزاف أوروبا بالحروب فحسب وإنما ستؤدي إلى انهيار فرنسا وتقطيع أوصالها، وعلى هذا فخيانته لنابليون - فيما يقول - كانت وفاء لفرنسا وإخلاصاً لها. لكن من الآن فصاعداً ستترك تصرفاته الكيّسة انطباعا سيئاً (سُمعة رديئة) في كل مكان.
وخلال هذا المؤتمر دعا دوق ساكس - فيمار أشهر رعاياه للحضور إلى ايرفورت، ففي ٢٩ سبتمبر، طلب نابليون من الدوق - بعد أن رأى اسم جوته في قائمة الذين سيصلون - ترتيب لقاء مع هذا الفيلسوف الشاعر، فجاء جوته سعيداً (في ٢ أكتوبر) فقد كان من رأيه أن العالم لم يشهد عقلية أعظم من عقلية نابليون وكان موافقا تماماً (أي جوته) على توحيد أوروبا في ظل حكمه. والتقى جوته (جيته) بالإمبراطور نابليون على مائدة إفطار مع تاليران وبيرثييه وسافاري والجنرال دارو Daru، وقد كتب تاليران في مذكراته، ما زعم أنه تسجيل دقيق لهذه المحادثة الشهيرة (فيلكس ميلر Felix Muller قاضي فيمار الذي كان مصاحباً لجوته قدم تقريراً عن هذه المحادثة مختلفاً قليلاً عن رواية تاليران):
قال نابليون: السيد جوته Goethe إنني مبتهج لرؤيتك .. إنني أعلم أنك على رأس الشعراء المسرحيين في ألمانيا.
- سيدي أنت تظلم بلدنا .. فلابد أن عظمتكم تعرفون شيلر Schiller وليسنج Lessing وفيلاند.
- اعترف أنني لا أعرفهم إلاّ بالكاد. لقد رأيت عمل شيلر (حرب الثلاثين عاما) ..