كان حقا قولنا إن تاسيتوس يُعاقب الأباطرة بتصويرهم على هذا النحو فحقاً أيضاً قولنا أنه كافأ الأمراء (الملوك) الصالحين عندما تتبّع أعمالهم وصورهم وأهداهم لمن يصنعون المجد في الزمن الآتي".
وكان المنصتون المتجمعون مبتهجين بهذا الجواب اللاذع والخاطرة السريعة، وحار نابليون جوابا وقال:
"إن لديّ حججا قوية جداً لمناقشتك والاختلاف معك أيها السيد فيلاند .. وأنت لم تُغفِل أي عنصر مما يدعّم رأيك .. لا أحب أن أقول أنني هُزِمت في هذه المناقشة .. فمن الصعب أن أتفق مع هذا الرأي. غداً أعود إلى إيرفورت، وسنواصل مناقشاتنا وليس لدينا كتابات عن هذه المناقشات التي تمت بعد ذلك".
وفي ٧ أكتوبر عاد معظم الزوّار إلى إيرفورت، وحث نابليون جوته على الإقامة في باريس قائلاً له هناك في باريس ستجد دائرة أوسع لتنشر فيها أفكار .. ومادة هائلة لإبداعاتك الشعرية. وفي ١٤ أكتوبر منح نابليون وسامَ صليب فيلق الشرفِ لكل من جوته وفيلاند.
وفي هذه الأثناء وقَّع وزراء خارجية فرنسا وروسيا اتفاقية تُجدد التحالف بينهما ويتعهد كل طرف بتقديم المساعدة للطرف الآخر في حال تعرضه لهجوم وأصبح اسكندر - بناء على الاتفاق - مُطلق اليد في الاستيلاء على فاليشيا Wallachia ومولدافيا، لكن ليس تركيا. وأصبح نابليون يستطيع التوجه إلى أسبانيا بمباركة قيصر روسيا وفي ١٢ أكتوبر تم توقيع وثيقة الاتفاق. وبعد ذلك بيومين غادر الإمبراطوران إيرفورت، وقبل أن يفترقا سارا للحظات جنبا إلي جنب وتعانقا وتعاهدا أن يلتقيا ثانية. (لكن هذا لم يحدث) وعاد نابليون إلى باريس أقل تعطشاً للدماء لكنه قرر أن يتوجه بجيش الأساسي (الجيش العظيم) إلى أسبانيا ليفرض أخاه جوزيف مرة أخرى على عرش اسبانيا رغم إرادة الأسبان.