وقال لها أنها ستظل دائما محتفظة بلقب سيدة القصر الملكي وملحقاته ولقب إمبراطورة وبراتب سنوي كبير، وأكد لأبنائها أنه سيظل دائما وحتى آخر حياته كأب محب".
وفي ١٦ ديسمبر أصدر مجلس الشيوخ - بعد أن سمع رغبة كل من الإمبراطور والإمبراطورة في الطلاق - مرسوم الطلاق، وفي ١٢ يناير أُعلن رئيس أساقفة باريس فصل عُرى زواجهما، وتساءل عدد كبير من الكاثوليك عن مدى شرعية هذا الطلاق، ولم يُوافق معظم سكان فرنسا على هذا الانفصال، وتنبأ كثيرون أنه من الآن فصاعداً سيتخلى الحظ الحسن عن نابليون، ذلك الحظ الحسن الذي كان يتبعه دائما كظله.
لقد طغت السياسة على الحب وراح نابليون يبحث عن شريكة لحياته ليس فقط على أمل أن تكون أماً (لولي عهده) وإنما أيضاً ليكوّن عن طريقها بعض الروابط والصلات التي تُعين على تحقيق السلامة لفرنسا، وتشد من أزر حكمه.
ففي ٢٢ نوفمبر (قبل إفضائه لجوزيفين برغبته في الطلاق بثمانية أيام) أرسل نابليون بتعليمات إلى كولينكور Caulaincourt سفيره في سان بطرسبرج أن يقدم طلباً رسمياً لاسكندر طالباً يد أخته البالغة من العمر ستة عشر عاماً - أنَّا بافلوفا Anna Pavlova. وكان القيصر يعلم أن أمه التي كانت تطلق على نابلين اسم الملحد لن توافق أبداً على مثل هذا الارتباط فأرجأ الإجابة على الطلب أملاً في أن يحصل من نابليون على مقابل مُمثَّل في حصوله على بعض المناطق (الأخرى) في بولندا. لكن نابليون بعد أن نفد صبره لطول المفاوضات في هذا الأمر ولخوفه أيضاً من الرفض - أرسل يوعز إلى ميترنيخ أنَّ النمسا ستتلقّى اقتراحاً لطيفاً بشأن الأرشيدوقة (الأميرة) ماري لويز. وعارض كامباسير Cambaceres الخطة متنبئاً أن هذا الارتباط سيؤدي إلى إنهاء التحالف الروسي مع فرنسا وسيؤدي للحرب.
ولم تكن ماري لويز البالغة من العمر ثمانية عشر عاما - جميلة، لكن كان يكفي نابليون أن عينيها زرقاوين، وخديها متوردان وشعرها كستنائي وطبعها هادئ وذوقها بسيط، وكانت كل الأدلة تؤكد عذريتها (لم يطمسها قبله إنس) وخصوبتها