لقد كان نابليون منظماً دقيقاً إلى درجة الوسوسة. وكان يحب كثيراً الاستحمام بالماء الدافئ وأحياناً كانت تستغرق فترة استحمامه ساعتين، وربما كان يجدُ في هذا راحة له من التوتر العصبي وآلام العضلات، وراحة لجلده بعد إصابته بداء الحكَّة أو الهرش الذي انتقلت إليه عدواه في طولون وكان يضع الكولونيا (العطر الكحولي المعروف) على رقبته وجذعه كما كان يضعه على وجهه. وكان معتدلاً بدرجة كبيرة في طعامه وشرابه إذ كان يخلط النبيذ بالماء كالإغريق القدماء وكان غذاؤه يستغرق عشر دقائق أو خمس عشرة دقيقة لا غير. وفي المعارك كان يأكل إذا سنحت الظروف، وغالبا ما كان يلتهم طعامه في هذه الظروف بعجلة، وكان هذا يسبب له أحياناً عُسر هضم، وكان هذا غالباً ما يحدث في أكثر اللحظات حرجاً كما حدث له في معركتي بورودينو Borodino وليبزج Leipzig.
وكان يعاني من الإمساك وصحب ذلك في سنة ١٧٩٧ داء البواسير الذي زعم أنه داواه بإجراء عملية نزف. لقد قال مينيفال Meneval:
" إنني لم أره مريضاً أبداً" ولكنه أضاف "إلاّ أنه فقط، كان عُرضة بين الحين والحين لنوبة قيء لا تترك أبداً آثاراً بعيدة المدى … وكان يخشى - لفترة - أن يكون قد أُصيب بداء وهن المثانة dysuria لأن هواء الجبال الشديد سبّب له نوعاً من عُسر البول لكن اتضح أن هذا الخوف بلا أساس".
وعلى أية حال، فهناك أدلّة قوية على أن نابليون أُصيب في أواخر حياته بالتهاب في جهازه البولي. وكانت أعصابه ذوات الحساسية المفرطة تنهار (كما حدث في مينز Mainz في سنة ١٨٠٦) ليصير في حالة تشنج يشبه نوبات الصرع، لكن هناك اتفاقاً عاماً الآن أنه لم يكن مصاباً بداء الصرع.
لكن ليس هناك اتفاق كهذا فيما يتعلق بمعدته، فقد أخبر لاكاس Las Cases في ١٦ سبتمبر سنة ١٨١٦ إنني لم أُصب أبداً بالصداع ولا بآلام في معدتي وقد أيّده مينيفال في قوله هذا لم أسمعه أبداً يشكو من آلام في معدته وعلى أية حال فقد قرّر بوريين أنه:
"رأى نابليون أكثر من مرة يشكو من آلام في المعدة حتى أنني كنت أصطحبه إذا ما اعترته نوبة آلام المعدة إلى غرفة نومه، وكنت غالباً ما أضطر لمعاونته وسنده مخافة وقوعه".
وفي وارسو (فارسافا) في سنة ١٨٠٦ بعد أن اجتاحته آلام عنيفة في