للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سائر الأقطار؛ فترى الرجل منهم- حتى في العصر القديم الذي بسط فيه "كيوتو" زعامته على البلاد- ترى الرجل منهم إذا ما كان ذا منزلة اجتماعية، يُحَمِّرُ وجنتيه، ويضع المساحيق على وجهه، ويعطر ثيابه، ويحمل معه مرآة من ذهب (٤٧)؛ وكذلك لبث نساؤهم قروناً طوالاً لا ترى وجوههن إلا مغطاة بالمساحيق؛ وفي ذلك تقول "السيدة سي شوناجون" في كتابها: "صور على الوسادة" (حوالي ٩٩٤ ميلادية) مصطنعة الحشمة في قولها: "حَنَيْتُ رأسي فأخفيت وجهي بكمي، مخاطرة في ذلك بما قد يحدثه الكم من إزالة المسحوق عن وجهي فيبدو مُبَقَّعاً" (٤٨)، فقد كان سيدات البدْع يحَمِّرْن خدودهن ويطلين أظفارهن، ويُذَهِّبْنَ أحياناً سيقانهن السفلى؛ فزينة المرأة في القرن السابع عشر لم تكمل بأقل من ستة عشر صنفاً، وهي في القرن الثامن عشر قد بلغت العشرين صنفاً، وعرَف النساء خمسة عشر طرازاً لتصفيف الشعر الأمامي، واثنى عشر طرازاً للشعر الخلفي، وكن يحلقن حواجبهن، ويرسمن مكانها أهِلَّةً أو غيرها من الرسوم؛ أو كن يضعن بدل الحواجب نقطتين سوداوين صغيرتين في أعلى الجبهة، لكي يحدثن بهما تناسقاً مع الأسنان التي كن يُسَوِّدْنها صناعةً؛ وكان تصفيف الشعر للمرأة عملاً يستغرق ساعتين إلى ست ساعات إن كان القائم بالتصفيف خبيراً بفنه؛ وكان معظم الرجال في عصر "هايي" يحلقون مقدمات رؤوسهم، ويجمعون ما تبقى من الشعر ضفيرة يمدونها وسط ذلك الجزء الأمامي الحليق، ليقسموه بها نصفين؛ وكانت اللحى ضرورة للرجال، رغم قلة شعراتها؛ ومن لم يكن لهم لحى بطبيعتهم، كانوا يضعون على وجوههم لحى صناعية؛ وكان يقدم للضيف في بيوت العلْية ملقط يسوّى به لحيته (٤٩).

كانت الثياب اليابانية في عصر "نارا" تقتفي أثر الثياب الصينية، فصدار وسراويل يغطيها ثوب محبوك على الجسم؛ فلما جاء عصر "كيوتو" وسع اليابانيون من ذلك الثوب بعض الشيء وزادوا من أجزائه؛ فالرجال والنساء