مذكرات عن هذه اللقاءات، وجميعهم يشهدون بأن مناقشات نابليون معهم كانت ممتازة وودودة ومرحة.
وكان كثيراً ما يُفضّل الحديث على الكتابة، فقد كانت أفكارُه تسبقُ كلامه لذا فعندما كان يريد كتابة أفكاره فإنه كان يكتبها بسرعة شديدة حتى أن أحداً - بمن في ذلك هو نفسه - لا يستطيع فك مغاليقها. لذا فقد كان يُملي، وقد تم نشر ٤١٠٠٠ خطاب من خطاباته ولا شك أن آلافاً أخرى لم تنشر، وهذا يجعلنا نفهم مدى المعاناة التي كان يعانيها سكرتيروه. لقد نجا بورين الذي عُيّن سكرتيراً له في سنة ١٧٩٧ وكان حسن الحظ إذ تم فصله من عمله في سنة ١٨٠٢ وبذلك تمكن من العيش حتى سنة ١٨٣٤، لقد كان بورين يتوقع أن يستدعيه نابليون في السابعة صباحا ليظل يعمل معه طوال النهار كما كان يستدعيه ليلاً. وكان بورين يُتقن عدة لغات حديثاً وكتابةً كما كان يعرف القانون الدولي، وكان له طريقته في الاختزال مما مكّنه عادة من الكتابة أسرع مما يُملي نابليون.
أما مينيفال الذي خلف بورين في سنة ١٨٠٢ فقد كان يعاني من العمل مع نابليون أكثر من معاناة بورين فهو يقول:"إنني لم أكن أعرف أي نوع من أنواع الاختزال" وكان نابليون يحبه وغالباً ما كان يمزح معه لكنه كان يرهقه كل يوم غالباً وبعدها يطلب منه أن ينصرف ليأخذ حماماً. وقد ذكر الإمبراطور وهو في سانت هيلينا:"إنني مسئول تقريباً عن موت مينيفال. لقد كنت ملزماً بإعفائه لفترة من واجبات وظيفته وجعله بالقرب من ماري لويز للاستشفاء". وكان منصبه الجديد هذا لا ينطوي على مهام عمل حقيقية وفي سنة ١٨٠٦ خوّله نابليون في اختيار مساعد له أي مساعد لمينيفال، فرشح فرانسوا فان Fain الذي عمل مع نابليون للنهاية وفي كل المعارك. ومع هذا فقد كان مينيفال قد تعب تماما فهرب من إمبراطوره المحب له في سنة ١٨١٣. لقد كان حُب مينيفال له من نوع الحب الذي يزدهر في ظل الاعتراف بعدم المساواة بين المحبين، وهو حب غير مذموم.