في سنة ١٨٠٨ وواصل إتين دي لا بار Etienne de La Barre إكماله في سنة ١٨١٣، ولا يوجد في أي مكان آخر لشيطان الجشع وحب المال Mammon مثل هذا المبنى الفخم ذي الأُبَّهة.
وكان المعماريّان المُفضَّلان في فترة حكم نابليون هما بيرسييه Percier والمعماري المرتبط به عادة بيير فرانسوا ليونار فونتين Pierre-Francois-Leonard Fontaine وقد عملا معاً للربط بين اللوفر وقصر التوليري رغم تفاوت خطوطهما المعمارية ومن ثم فقد بنيا الجناح الشمالي (كور كاري Cour Carrée) للوفر (١٨٠٦) وأصلحا وجدّدا السطح الخارجي وربطا الأرضيات بسلالم قوية (المقصود أن الأرضيات لم تكن في مستوى واحد فاضطرا لإقامة سلالم لمواصلة الطريق أو الممر). وصمَّما قوس النصر في ميدان الفروسية Arc de Triomphe du Carrousel (١٨٠٦ - ١٨٠٨) على نمط (وبالنسب نفسها) قوس سيتيميوس سيفيروس Septimius Severus في روما.
وبدأ جان فرنسوا شالجرين Jean-Francois Chalgrin في سنة ١٨٠٦ في إقامة قوس النصر المرصّعه بالنجوم - وهو القوس الأكثر فخامة - في الطرف الأقصى لرحْبة الإليزيه، لكنه ما كاد يرفع قواعده حتى سقط نابليون ولم ينته العمل به حتى سنة ١٨٣٧ أي قبل ثلاث سنوات من مرور رفاته تحته في طريقه إلى مثواه الأخير في مقبرته بدار ضحايا الحرب Hotel des Invalids ولا ريبَ أن هذا القوس يُحاكي قوس قسطنطين Arch of Constantine في روما إلاّ أنه يتفوَّق عليه - وعلى أى قوس نصر روماني آخر - في جماله، ويرجع هذا. في جانب منه - إلى نقوشه الدقيقة على الرخام. فإلى اليسار حفر جان - بيير كورتو Jean-Pierre Cartot تتويج نابليون، وإلى اليمين فرانسوا رودي Rude وهو يعزف النشيد الوطني الفرنسي (١٨٣٣ - ١٨٣٦) معبراً عن النشوة العسكرية في ظلال الثورة، إن هذا العمل يُعد واحداً من روائع فن النحت في القرن التاسع عشر.
لقد قام هذا الفن الصعب في ظل نابليون على الأمجاد التي حقَّقها قبل وصوله للحكم. وقد عاش هودو Houdon حتى سنة ١٨٢٨ ونحت له تمثالاً نصفياً (موجود الآن في متحف ديجو Dijon) وقد ضمن هذا التمثال للفنان مكاناً بين جوقة الشرف. ولأن نابليون كان لا يزال يتذكر الأباطرة الرومان خاصة من خلال الأعمال النحتية المتعلّقة بتراجان Trajan، فقد عُهِد إلى