وفي يونيو سنة ١٨٠٥ كانت في كوبت مرة أخرى وسرعان ما أحاط بها العشاق والأصدقاء والدارسون والدبلوماسيون (الأمير إسترهازي الفيني Esterhazy of Vienna وكلود هوشي Claude Hochet من مجلس الدولة شكله نابليون) بل وحتى الحاكم (منتخَب بفتح الخاء بافاريا). لقد أصبح صالونها في كوبت الآن أكثر شهرة من أي صالون في باريس. لقد كتب تشارلز فيكتور دي بونستيتن Charles-Victor de Bonstetten:
" لقد عُدتُ لتوّي من كوبت. إنني أشعر بالذهول الكامل .. وأشعر بالإنهاك والارتباك الكاملين بسبب هذه المفاسد العقلية (الفكر الضّار). فمزيد من المثقفين والمفكرين يُنفق الواحد منهم في كوبت في يوم واحد أكثر مما يُنفقه واحد منهم في أي بلد آخر طوال عام".
إن الحشد المجتمع كثيرُ العدد متعدد المواهب بحيث يكفي لتمثيل العديد من المسرحيات. وجيرمين Germaine نفسها في دور البطلة في أندروماك Andromaque وفيدر Phedre واعتبر بعض الضيوف أداءها رائعاً لا يفضله سوى بطلات (نجمات) مسرح باريس. وفي مناسبات أخرى عُزفت الموسيقي، وتم إحياء الاجتماعات بقراءة أشعار واحد من الشعراء. وكانت مائدتها عامرة ثلاث مرات في اليوم يتحلَّق حولها الضيوف الذين يبلغ عددهم أحياناً ثلاثين شخصاً، وهناك دوماً خمسة عشر خادماً لا يكفّون عن العمل، وفي الحدائق ترى العشاق يتجوّلون وفي هذا الجو قد تُعقد صداقات جديدة.
وكان محبّي (عشاق) جيرمين الذين تتخذ منهم أداة للتسلية أو بتعبير آخر الذين تضيّع بهم الوقت (بمعنى أنها لم تكن تعتبر جبهم إلاَّ وسيلة للتسلية ولا تعتبره من نوع الحب الجاد) وهم موتنمورنسي Montmorency وكونستانت (قسطنطين) وشليجل وسيمسندي - سرعان ما يفتر حبهم لها لأنها كانت ترهقهم بمطالبتهم بطاعتها والإخلاص لها في الوقت الذي كانت تستحوذ على الدفء لنفسها مع بروسبر دي بارانت Prosper de Barante الذي كان في الثالثة والعشرين من عمره بينما هي في التاسعة والثلاثين ولكنه لم يستطع أن يُلاحقها فأرهقته (والمعنى مفهوم) فولّى مدبراً طالبا ملاذاً منها في البُعد عنها، وقد هجته في قصتها كورين Corinne، وقد أسمته في هذه القصة باسم أوزوالد