يُداعب خيال هذه المرأة هو أنك تُعذّبها دون مبرر. إنني لو أظهرت لك الأدلة التفصيلية على كل ما فعلته في محل إقامتها خلال شهرين لأصابتك الدهشة. حقيقة رغم بُعدي عن فرنسا بخمس مائية فرسخ، فإنني أعلم ما يحدث هناك بشكل أفضل من وزير داخليتي.
وعلى هذا فقد عادت جيرمين (مدام دي ستيل) على غير رغبتها إلى كوبت في ٢٥ أبريل سنة ١٨٠٧. وقد صحبها كونستانت Constant (الثابت رغم التقلبات) لكنه فارقها عند دول Dole ليقيم مع والده المريض. فلمّا وصلت إلى كوبت أرسلت شليجل إلى كونستانت (قسطنطين) ليقول له "أنه إذا لم يَعُد إليها فإنها ستقتُل نفسها". وكان بنيامين يعلم أن هذا تهديد خيالي (تهديد سيرانه siren أو بتعبير آخر تهديد امرأة فاتنة لعوب، والسيرانة كائن أسطوري عند الإغريق له رأس امرأة وجسد طائر) وليس تهديد أوزّة عراقية swan (أي ليس تهديداً حقيقيا) ومع هذا فقد عاد إليها وتحمل صامتاً توبيخها. كان قد كفّ عن حبها منذ وقت طويل لكن كيف يقول المرء الحقيقة لامرأة لا إجابة عندها سوى ابتلاع الأفيون وفي العاشر من يوليو أتت جوليت ريكامييه Juliette Recamier في زيارة طويلة فأحبتها جيرمين (مدام دي ستيل) وقررت أن تعيش.
وسمحت وزارة الداخلية بطبع روايتها كورين، وتم نشرها في ربيع سنة ١٨٠٧ فأعطى المؤلفة انتصارا يُعزيها عن انتصار نابليون في فريدلاند في ١٤ يونيو. وكانت الكتابات التي موَّلتها الحكومة معادية للرواية لكن آلاف القراء عبروا عن رضاهم وسعادتهم بهذه الرواية. إننا اليوم غير مفتونين بشكل (بناء) هذه الرواية - إنها رواية عاطفية تخللتها مقالات كئيبة مؤرخة عن مشاهد وشخصيات وأحوال دينية وآداب وفنون في إيطاليا، ولم يؤثر بطل الرواية ذو الوجه الرجولي في أي من القراء (فقد تحوّل إلى شخصية ضعيفة) أو إيحاء سماوي تُوّج (بضم التاء) في عيني بطلة القصة.
لكن في سنة ١٨٠٧ لم تكن إيطاليا قد أصبحت بعد بلدا انتشر فيه التأليف، كانت بلادا أكثر شهرة في نواظرنا في مجالي التاريخ والفنون، وكان فن الرواية فَرْخاً ينشر جناحيه وكان الحب الرومانسي يناضل للتحرر من سلطان الوالدين والروابط الاقتصادية والمحرمات، وبدأت حقوق المرأة تجد من يُعبر