للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأجزاء الأخرى في الكائن الحي نفسه (الحيوان) وعلى هذا فإن كل جزء من هذه الأجزاء، - إذا تمت دراسته بشكل منفصل - يشير إلى كل الأجزاء الأخرى في الكيان (الفرد) الذي ينتمي إليه. وعلى هذا … إذا كانت أمعاء حيوان منضبطة لتكون ملائمة فقط لهضم اللحوم الطازجة، فإن هذا يتطلب أن يكون الفكّان مهيَّأين لالتهام الفريسة وأن تكون الأسنان مهيّأة لتقطيع لحمها،

وأن يكون نظام الأطراف كله، أو سائر أعضاء الحركة مهيّأة لنتبّع الفريسة وإدراكها، وأن تكون الحواس مهيّأة لاكتشافها - أي الفريسة - عن بُعد .. وإذا كنا قد استنتجنا كل ذلك من دراستنا للأمعاء، فالأمر أيضاً ينطبق على المخالب وعظام الكتف والنتوءات المفصلية وعظم الذراع أو أي عظام منفصلة، فكل هذه الأجزاء تمكننا من اكتشاف وصف الأسنان في الحيوان الذي تنتمي إليه، وعلى نحو تبادلي يمكننا أن نعرف عن عظام هذا الكائن بدراسة أسنانه. وعلى هذا فإن بدأنا دراستنا بتمعّن عظمة واحدة من الكائن الحي أمكننا أن كنا على قدر كافٍ من العلم بالتكوين العضوي للحيوان، إعادة تشكيل أو تكون (أو تصور) هذا الكائن الحي - الذي أتت منه هذه العظمة - بشكل كامل.

وفي سنة ١٨١٧ ومن خلال عمله في ماموث آخر قدّم لنا كوفييه في مبحثه " Le Regne animal distribue d'apres son organization" تصنيفه للحيوانات في فقاريات، ورخويات ومفصليات وإشعاعات radiates وعمد إلى شرح تعاقب طبقات الحفريات بإرجاعها إلى انقراض مئات الأنواع بسبب اضطرابات أرضية شديدة. أما عن أصل الأنواع فقد قبل النظرة التقليدية السائدة وقتئذ والتي مؤدّاها أن الله خلق كل نوع على حدة (أي لم يتطور نوع من نوع آخر) لأن تباينها ناتج عن التوجيه الإلهي ليتلاءم كل كائن عضوي مع بيئته، وأن هذا التباين بين الأنواع لا يمكن أن يُنتج أنواعاً جديدة. ولقد انشغل كوفييه في مناقشة هذه الأمور وغيرها طوال عامين قبل وفاته، وكانت مناقشاته قد حققت شهرة كبيرة بدت لجوته أهم أحداث التاريخ الأوروبي في سنة ١٨٣٠. وكان إتين جيوفروي سانت هيلار Etienne Geoffroy Saint Hilaire هو مناوئه ممن بقوا على قيد الحياة قد بني نظريته على تحوّل العضو الحي وتطور الأنواع معارضاً بذلك كوفييه الذي لا يزال أعظم علماء البيولوجيا (علم الأحياء).