فقد عقدا قرانهما على وفق الطقوس الدينية في ٢٩ مارس ١٧٩٧ تحسبا لطفلهما المرتقب. وتألقت - لفترة - بين الجماعة الثورية التي تحلّقت حول الناشر جوزيف جونسون وهم: جودوين، وتوماس هولكروفت Thomas Holcroft، وتوم بين Tom Paine، ووليم وردزورث William Wordsworth، ووليم بليك Blake (الذي رسم رسوماً لبعض كتاباتها) وفي ٣٠ أغسطس ١٧٩٧ وضعت طفلة بعد معاناة شديدة، وبعد ذلك بسنوات عشر ماتت.
٥/ ٣ - الأخلاق الاجتماعية
وعلى العموم فإن كل طبقات إنجلترا في هذه الفترة قد أسهمت في التفسخ الخلقي الذي عمّ البلاد، رغم ما أوردناه آنفاً عن حياة أشخاص عاشوا حياة مستقيمة ومحتشمة أهملها التاريخ. لقد كانت المقامرة شائعة تماماً، بل إن الحكومة نفسها (حتى سنة ١٨٢٦) أسهمت فيها بإصدار اللوتارية الوطنية (اليانصيب الوطني) وكان الإغراق في شرب الخمور أمراً متوطّناً كوسيلة للهروب من الضباب البارد والأمطار والفقر المُدقع والنزاعات الأسرية والتوترات السياسية واليأس الفلسفي (المقصود تبرير الواقع على نحو يائس) وقد اتفق بِت Pitt وفوكس Fox - رغم ما بينهما من فروق - على تشجيع هذا السُّكر (المهدئ أو المخدر) كعامل مسكّن. وسُمِح للحانات أن تبقى مفتوحة في مساء السبت وحتى الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد. لأن يوم السبت هو يوم استلام الأجور وبذلك يُتاح للحانات أن تكون أول من يحصل على نصيبها من هذه الأجور الأسبوعية، وكان أفراد الطبقة الوسطى يشربون باعتدال، أما أفراد الطبقات العليا فيسرفون في الشراب لكن كان عليهم أن يتعلموا حمل مُسْكرهم بثبات كحوض يرشَح بما فيه.
وكان الانغماس في الشراب يُتيح الفساد والرشوة في كل مستوى من مستويات الحكم. وفي حالات كثيرة - كما لاحظنا آنفاً - كانت الأصوات الانتخابية وعضوية المجالس المحلية والتعيينات والوظائف - وفي بعض الأحيان رُتب النبالة - تُشترى وتُباع علناً كما تباع الأسهم والسندات في سوق الأوراق المالية. ولم يكن جورج الثالث - وكانت فضائله متأصّلة - لا يرى بأساً في تخصيص أموال للحصول على أصوات الناخبين لأعضاء البرلمان أو