للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكبار في بريطانيا ونظمت الأكاديمية فصولا لتعليم التشريح والرسم والتصوير والنحت والعمارة. ومن الطبيعي أن تصبح قلعةً للتراث والتقاليد والوقار مادام يدعمها عرش محافظ.

وقد عارضها الفنانون المجددون الذين كثر عددهم وحازوا الإعجاب حتى إن بعض النبلاء والماليين موَّلوهم لتأسيس المعهد البريطاني لتطوير الفنون الجميلة الذي أقام معارض دورية وحصل على جوائز وأصبح منافسا - بشكل حيوي - للأكاديمية الملكية. وأدت هذه النافسة إلى ظهور أعمال ممتازة في مختلف مجالات الفنون في بريطانيا.

عفواً، لقد كانت الموسيقى مستثناةً من هذا، ففي هذه الفترة لم تظهر أعمال موسيقية خالدة. وكان الإنجليز على وعي شديد بهذا النقص، وتجلَّى هذا في تقديرهم الوافر للمؤلفين الموسيقيين الذين كانوا يأتون إليهم من القارة الأوروبية. لقد احتفوا بهايدن Haydn احتفاءً حارا في سنة ١٧٩٠ وفي سنة ١٧٩٤. وتمّ تأسيس الجمعية الملكية لعشاق الموسيقى في سنة ١٨١٣ وظلت باقية بعد الثورة الصناعية، والثورة الفرنسية، وبعد النابليونيْين، وبعد قيام حربين عالميتين، ولازالت موجودة كعنصر دوام واستمرار في فيض غير متقطع. وانتعشت الفنون الصغرى دون أن يكون لها خصائص خاصة.

لقد واصل الإنجليز إنتاجهم للأثاث الأنيق - رغم صرامته، وأشغال المعادن المتسمة بالقوة والجمال وأعمال السيراميك (الخزف) البديعة تماما. وقد طوع بنيامين سميث Smith الحديد فشكل منه شمعدانا ذا شعب لتقدمه مدينة لندن لدوق ولينجتون Wellington . أما جون فلاكسمان John Flaxman فبالإضافة إلى قيامه بتصميمات كلاسيكيّة لمصنع ودجوود Wedgwood للفخار فإنه صمَّم كأس الطرف الأعز الشهير لتخليد ذكرى انتصار نيلسون Nelson، وكان نحَّاتا ومعماريا في أن عندما أقام النصب التذكاري لنيلسون في كنيسة القديس بول.

وعلى أية حال فإن فن النحت أوشك أن يكون من الفنون الصغرى في إنجلترا، وربما كان هذا لأن فن النحت يفضِّل العري غير الملائم للمناخ أو للأخلاق السائدة. وفي سنة ١٨٠١ - بينما كان توماس بروس Thomas Bruce، إيرل إلجن السابع Earl of Elgin، مبعوثاً لبريطانيا لدى الباب العالي (الدولة العثمانية) طلب من السلطات التركية (العثمانية) في أثينا السماح له بأن ينقل من الأكروبولس Acropolis أية أحجار عليها نقوش قديمة أو رسوم، وقد وجّه طلبه هذا باعتباره