الحكام العسكريين، فقد كتب "موتو أوري" يقول: "كانت اليابان هي التي ولدت إلهة الشمس "أماتيراسو"، وتدل هذه الحقيقة على سيادتها على سائر الأقطار جميعاً"(١٢٢)، واستأنف تلميذه "هيراتا"- بعد موت موتو أوري- سبيل الحاجة في الموضوع فقال:
"إنه لمما يدعو إلى الأسف الشديد، أن يسود كل هذا الجهل بالشواهد التي تدل على المذهبين الأساسيين، وهما أن اليابان بلد الآلهة، وأهلها سلالة الآلهة فبين الشعب الياباني وبين الصينيين والهنود والروس والهولنديين والساميين والكمبوديين وسائر أمم العالم، خلاف في النوع، ولا يقتصر الأمر على اختلاف في الدرجة، فلم يكن مجرد الغرور بالنفس هو الذي جعل أهل هذه البلاد يسمونها أرض الآلهة؛ فالآلهة الذين خلقوا كل بلاد الدنيا ينتمون جميعاً بغير استثناء إلى العصر الإلهي، وجميعهم ولدوا في اليابان، فاليابان هي موطنهم الأول، والعالم كله يعترف بصدق هذا النبأ، فالكوريون هم أول من أتيح له أن يعرف هذه الحقيقة ثم انتشرت منهم تدريجاً حتى عمَّت المعمورة بأسرها، وآمن بها الناس أجمعون .... فلئن كانت البلاد الأخرى قد نشأت طبعاً بفعل قوة الآلهة الخالقة، إلا أنها لم تكن وليدة "إيزاناجي" و "إيزانامي"، ولا كانت المنشأ الذي ولدت فيه إلهة الشمس، وهذا هو علة انحطاطهم عنا"(١٢٣).
هؤلاء هم الناس، وتلك هي الآراء، التي كونت حركة "سونوجواي" ومرماها أن "تسمو بالإمبراطور، وأن تطرد الأجانب الهمج"؛ فمكنت هذه الحركة إبان القرن التاسع عشر للشعر الياباني أن يطيح بسلطة الحكام العسكريين؛ وأن يعيد السلطان والسيادة "للبيت الإلهي"، ثم أخذت هذا الحركة تلعب دوراً نشيطاً في القرن العشرين، إذ أخذت تغذي تلك الوطنية المستقلة التي لن تطمئن وترضى إلا إذا بسط "ابن السماء سلطانه على ملايين الناس في بلاد الشرق التي تعود، إلى بعثها، متكاثرة بخصوبة نسلها.