كان طلب المعرفة خطيئة؟ ولماذا أصدر الله قراره بأن يعمل الجميع وأن يصبح الموت مصير الأحياء عقابا على وجبة بسيطة تناولتها حواء؟ وظهر الشيطان (Lightbearer) Lucifer واعتلى خشبة المسرح - كما عند ميلتون - وأعلن نفسه متباهيا واحداً من تلك:
- الأرواح التي تجاسرت على النظر إلى وجه الطاغية (يقصد الله سبحانه وتعالى)
- الذي لا فناء له، ليقول له
- إن أفعاله الشريرة غير صالحة.
وتعود Adah (زوجة قابيل) لتطلب من قابيل الانضمام إلى العمل مع أهله في الحقل، لأنه أهمل ما يخصه من العمل في هذا اليوم وأنها قامت بعمله بدلاً عنه، وهي تدعوه الآن لقضاء ساعة حب واستحمام. فوبّخها إبليس Lucifer بأن وصف لها الحب بأنه شرك أو طعم للإنجاب والتوالد وتنبأ لها بقرون من الكدح والنضال والمعاناة وبموت ينتظر الجموع التي ستنطلق للوجود من رحمها … وأعد قابيل وهابيل مكانا (مذبحاً) لتقديم الأضحيات، فضحى هابيل بأول قطيعه، وقدم قابيل فاكهة، لكنه بدلا من أن يصلي ويدعو راح يسأل ثانية لم سمح الله بالشر؟
ونزلت نار متألقة من السماء أحرقت حمل هابيل (دليل قبول أضحيته)، وأطاحت ريح غاضبة بأضحية قابيل فألقتها إلى التراب فغضب وحاول تدمير مذبح (مكان تقديم الأضحية) هابيل Abel فقاومه، فضربه قابيل فمات. ووبخ آدم حواء باعتبارها المصدر الأول للخطيئة فلعنت حواء قابيل لكن Adah (زوجة قابيل) دافعت عنه لا تلعنيه يا أمي، فهو أخي وزوجي my betrothed وأمر آدم قابيل أن يرحل عنهم وألا يعود، فلحقت Adah بقابيل وعوقبت بمثل عقابه، ولأن هابيل مات ولم يكن له ولد، فإن كل البشر (كما استنتج بايرون) من ذرية قابيل ويحملون طباعه في غرائزهم، تلك الطباع المتمثلة في العنف والقتل والحرب.
ويبدو قابيل مرات عديدة وكأنه طالب ملحد لم يقرأ سفر الجامعة في العهد القديم Ecclesiastes، ومع هذا ترقى هذه الدراما في بعض الأحيان إلى مستوى قريب من كتابات ميلتون القوية. وقد امتدح والتر سكوت هذا العمل، وكان بايرون قد أهداه إليه (كتب اسمه في صفحة الإهداء) وقال جوته: "لن نرى جمالا كجمال هذا العمل مرة ثانية في هذا العالم ولاشك أنه كان قد فقد منظوره الأولمبي للحظات